عليها بالسلم أو بالحرب أو بالحيلة، حتى استطاع القضاء على
معظمها، ومات ولايزال بعضها منقسمًا على نفسه نتيجة محاولات
التشتيت التى قام بها حيالهم.
السلطان قايتباى [٨٧٢ - ٩٠١هـ = ١٤٦٧ - ١٤٩٦م]:
لم يتولَّ «قايتباى» السلطة مباشرة بعد «خشقدم»، وإنما سبقه على
العرش «بلباى» و «تيموربنا» اللذان حكما شهرًا واحدًا لكل منهما،
فقد كان ذلك العهد مليئًا بالاضطرابات والفتن، وظل على ذلك حتى
تولى «قايتباى» مقاليد الأمور، وكان رجلا شجاعًا جريئًا ذا مروءة
عالية، تجلت حين علم باضطهاد المسلمين فى «إسبانيا»، فأرسل
إلى ملكها يتهدده ويتوعده إذا لم يقلع عن الإساءة إلى المسلمين
فى بلاده.
واجه «قايتباى» عدة صعاب استطاع التغلب على أكثرها، وتفرغ
للإصلاحات الداخلية، والمنشآت الحضارية التى خلدت اسمه، ولعل
أبرزها قلعته الحصينة الشهيرة بالإسكندرية.
مصر بعد قايتباى [٩٠١ - ٩٠٦هـ]:
شهدت هذه السنوات القليلة التى تلت حكم «قايتباى» عددًا من
السلاطين تميز جميعهم بالضعف وسوء الإدارة، كما تميزت فترات
حكمهم بالدسائس والمؤامرات والفتن والاضطرابات، فقد تولى
«السلطان الناصر محمد بن قلاوون» الحكم عقب وفاة أبيه، وكان
صغير السن، فتولى القائد «قانصوه الخمسمائة» الوصاية عليه فى
بداية عهده، ولكن «الناصر محمد» ترك العرش وتنازل عن السلطنة
حين رأى الدسائس والفتن والاضطرابات من حوله، فتولى من بعده
عدد من السلاطين، كانت مدة حكم كل منهم قصيرة، فساعد ذلك
على زيادة الاضطرابات واشتعالها، وظل الوضع على ذلك حتى تمكن
«قانصوه الغورى» من الوصول إلى العرش، وهؤلاء السلاطين هم:
«قانصوه الأشرفى»، و «جنبلاط»، و «طومان باى الأول».
السلطان قانصوه الغورى [٩٠٦ - ٩٢٢هـ=١٥٠١ - ١٥١٦م]:
بدأ السلطان «الغورى» عهده بتشتيت شمل مثيرى الفتن والقلاقل،
وقاوم بصلابة وحزم الثورات التى قامت، وأعد أسطولا لحماية
التجارة من غارات البرتغاليين، فقد دأب البرتغاليون بقيادة