للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتف الإمبراطور المغرور بذلك، بل أمر نائبه على حكم «اليمن»

«باذان» أن يأتى له بالنبى مقيدًا فى الأغلال، ليحاكمه على جرأته

وكتابته إليه يدعوه إلى الإسلام، فامتثل «باذان» وأرسل قوة من

«اليمن» إلى «المدينة» لتنفيذ هذا الأمر، وفى هذه الأثناء كان

«كسرى أبرويز الثانى» قد قتل فى ثورة قادها ضده ابنه

«شَيْرَوَيْه»، استجابة لدعوة النبى - صلى الله عليه وسلم - عليه.

فلما جاء رسل «باذان» أخبرهم النبى - صلى الله عليه وسلم -، بما

حدث لكسرى، واحترمهم وأكرم وفادتهم، وحملهم رسالة إلى

«باذان» حاكم «اليمن»، يدعوه فيها إلى الإسلام، فإن أسلم أقره

الرسول - صلى الله عليه وسلم - حاكمًا على «اليمن» من قبله، فشرح

الله صدره للإسلام، فأسلم وأقره النبى على حكمها مع أنه فارسى،

وهذا دليل على سمو مبادئ الإسلام العادلة وأنه دين المساواة.

وقد تطورت العلاقات مع الفرس على طريق المواجهة، كما حدث مع

الروم، لأن الفرس اعتدوا على المسلمين فى حروب الردة، وأرسلوا

جيشًا مع «سجاح بنت الحارث اليربوعية»، التى ادعت النبوة؛

لمحاربة المسلمين، فاضطر «أبو بكر الصديق» و «عمر بن الخطاب»

من بعده أن يضعوا حدا لاعتداءات الفرس، وأن يزيلوا دولتهم

ويخلصوا البلاد والعباد من ظلمهم وتجبُّرهم.

أما بقية الملوك والأمراء الذين وصلتهم رسائل النبى - صلى الله عليه

وسلم -. فمعظم العرب فى «اليمن» وشرقى شبه الجزيرة و «الخليج»

كانت ردودهم إيجابية وأعلنوا إسلامهم، فأبقاهم على إماراتهم،

وأرسل إلى كل إمارة معلمين من أصحابه يفقهونهم فى الدين.

أما «المقوقس» حاكم «مصر» فلم يسلم ولكنه رد ردًا مهذبًا، مصحوبًا

بكثير من الهدايا، مع جاريتين، هما «مارية القبطية» التى أعتقها

النبى - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها، وأنجبت له ابنه «إبراهيم»،

وأختها «سيرين» التى أهداها لشاعره «حسان بن ثابت».

وأما «النجاشى» ملك «الحبشة»، فقد استقبل مبعوث النبى استقبالا

<<  <  ج: ص:  >  >>