للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبسهم السراويل، كما كان على المحتسب ونوابه الحيلولة دون بروز

الحوانيت (الدكاكين) حتى لا تعوق نظام المرور بالشوارع، وكذلك

عليهم الإشراف على نظافة الشوارع والأزقة، والحكم بهدم المبانى

المتداعية للسقوط وإزالة أنقاضها، وكذلك الكشف على صحة

الموازين والمكاييل، التى كانت لها دار خاصة تُعرف باسم: «دار

العيار»، فكان المحتسب يطلب جميع الباعة إلى هذه الدار فى أوقات

معينة ومعهم موازينهم ومكاييلهم ليتأكد بنفسه من ضبط عيارها،

فإن وجد بها خللا صادرها وألزم صاحبها بإصلاحها أو شراء غيرها.

وقد ارتقى نظام الحسبة وشمل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

صاحب المظالم:

كان «الظاهر بيبرس» أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك، وهو

الذى أقام دار العدل فى سنة (٦٦١هـ)، وقد خصص يومى الاثنين

والخميس من كل أسبوع ليجلس فيهما للفصل فى القضايا المهمة،

ويحيط به قضاة المذاهب الأربعة، وكبار الموظفين الإداريين

والماليين، وكاتب السر.

وظلت دار العدل مقرا لمحكمة المظالم - التى كانت تعقد جلساتها

برئاسة السلطان - حتى جاء السلطان «قلاوون» وبنى الإيوان

الخاص، واتخذه مقرا لهذه المحكمة فى سنة (٦٧٩هـ)، ولم تكن

محكمة المظالم تنظر فى قضايا الأفراد فحسب، بل كانت تنظر فى

شكاوى الناس كافة، ويذكر «المقريزى» أن السلطان «بيبرس»

عُرضَت عليه فى سنة (٦٦٢هـ) قضية رجل من عِلْية القوم وذكر فيها

أن «المعز أيبك» قد اغتصب منه بستانًا، وقدم ما يثبت ملكيته لهذا

البستان، فأمر «بيبرس» برد البستان إليه. وقد قام «بيبرس» بخفض

ثمن الغلال فى سنة (٦٦٣هـ) بعد أن ارتفع ثمنها، ولذا تميز النظام

القضائى فى عهد المماليك بالحيدة والنزاهة وتحقيق العدل بين

الرعية.

المنشآت الحضارية فى عهد المماليك:

حفلت كتب التاريخ التى تناولت عهد المماليك بذكر الآثار التى خلَّفها

هذا العصر، والتى مازال معظمها شاهد صدق على مدى عظمة هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>