وسلم - إلى الإسلام حتى أسلم على الفور؛ لثقته بصدق النبى - صلى
الله عليه وسلم - وأمانته، يقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ما
دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة - تأخر فى الإجابة-
إلا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة، ما عكم عنه - تأخر عنه -
حين ذكرته له، وما تردد فيه».
ومنذ أن أسلم وهو يهب نفسه وماله لله ورسوله، فكان يشترى من
أسلم من العبيد الذين كانت «قريش» تعذبهم، ويعتقهم كبلال بن
رباح، وكان يذود عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بكل ما أوتى من
قوة، فيروى «البخارى» عن «عبد الله بن عمرو ابن العاص» قوله:
«رأيت عقبة بن أبى معيط جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو
يصلى، فوضع رداءه فى عنقه، وخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو
بكر - رضى الله عنه - حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون رجلا أن يقول
ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم». [صحيح البخارى].
ومن أجَلِّ مواقف «أبى بكر» تصديقه للنبى - صلى الله عليه وسلم -
فى حادث الإسراء، فحين أخبر النبى - صلى الله عليه وسلم - بذلك
أسرعوا إلى «أبى بكر» يخبرونه، ظنا منهم أنه لن يصدق، فقال
لهم: «والله لئن كان قاله لقد صدق، فإنى أصدقه فى أبعد من هذا،
أصدقه فى خبر السماء يأتيه فى ساعة من ليل أو نهار»، فلُقب
بالصديق من يومئذٍ. واختاره النبى - صلى الله عليه وسلم - -لثقته- به
ليرافقه فى رحلة الهجرة دون غيره من الصحابة، ثم لازم النبى بعد
الهجرة فى ليله ونهاره، فلم يتخلف عن غزوة من غزواته أو مشهد
من مشاهده، وكان مجاهدًا بنفسه وماله حتى وصفه النبى بقوله: «ما
لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه بها، إلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا
يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعنى مال أحد قط ما نفعنى مال
أبى بكر».
ومما لاشك فيه أن «أبا بكر الصديق» عند علماء الأمة أفضل
المسلمين مطلقًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودليل ذلك أنه