شأفتهم، ثم رجع إلى مدينة «أغمات» التى اتخذها عاصمة له. وقد
شاركه فى نشاطه المسلح ابن عمه «يوسف بن تاشفين الصنهاجى
اللمتونى»، الذى أثبت كفاءة عالية، ومقدرة فائقة، وحقق نجاحًا
بارزًا؛ غير أن أحداثًا ما وقعت بالصحراء، جعلت «أبا بكر» يتوجه
إلى الجنوب تاركًا قيادة بقية المرابطين لابن عمه «يوسف».
يوسف بن تاشفين:
يعد «ابن تاشفين» المؤسس الحقيقى لدولة المرابطين بالمغرب
الأقصى، وقد تجمعت فيه صفات الزعامة والشجاعة والقيادة والحزم،
والتفت حوله قلوب المرابطين، وشرع فى بناء مدينة «مراكش»
عاصمته الجديدة فى سنة (٤٥٤هـ= ١٠٦٢م) ونجح فى بسط نفوذه
على «المغرب الأقصى» فى سنة (٤٦٧هـ= ١٠٧٤م).
وقد نجح ابن «تاشفين» إلى جانب توحيد «المغرب الأقصى» فى
وقف الزحف النصرانى على «الأندلس»، وضمَّها إلى «دولة المرابطين»
التى اتسعت أطرافها وزادت خيراتها، وتمتعت بالازدهار والرقى فى
مختلف المجالات، ثم مرض «يوسف» فى سنة (٤٩٨هـ= ١١٠٤م)، ثم
أسلم روحه فى سنة (٥٠٠هـ= ١١٠٦م) ودفن بمدينة «مراكش».
على بن يوسف بن تاشفين:
ولى الأمير «على» الحكم واقتفى سياسة والده، وسار بين الناس
بالحكمة والعدل، واستعان بالفقهاء والعلماء فى حكم البلاد، فتبوأ
مكانة طيبة فى نفوس رعيته.
ومضى «على بن يوسف» فى استكمال الجهود الحربية التى بدأها
والده بالأندلس، وعبر إليها بنفسه أربع مرات؛ لتثبيت سلطان
المرابطين، ومواجهة الهجمات المتكررة للمسيحيين، فأحرز انتصارات
كبيرة، ونال رضا الخلافة العباسية.
تاشفين بن على:
تُوفِّى الأمير «على» فى سنة (٥٣٧هـ= ١١٤٢م)، فتولى ابنُه
«تاشفين» الحكم من بعده، فدخل فى صراع مع دولة «الموحدين»،
ولم تفلح جهوده فى صد موجاتهم المتتابعة، وانتهى به الأمر إلى
«وهران»؛ حيث قُتل فى سنة (٥٣٩هـ= ١١٤٤م)، فَفَتَّ ذلك فى عضد
الدولة، وسقطت أجزاء كثيرة منها فى أيدى الموحدين.
إسحاق بن على: