حاول المرابطون الاحتفاظ بكيانهم المتداعى، وأمَّروا عليهم «إبراهيم
بن تاشفين» إلا أنه لم ينعم بالسلطة طويلا، حيث نازعه عليها عمه
«إسحاق بن على ابن تاشفين»، وتولى مكانه، ولكنه لم يستطع أن
يدفع حصار الموحدين بقيادة «عبدالمؤمن» خليفة «ابن تومرت» حول
العاصمة «مراكش» فى سنة (٥٤١هـ= ١١٤٦م)، فسقطت «مراكش» فى
يد «عبدالمؤمن» الذى أعمل فيها السيف وقضى على كثير من
أهلها، وترتب على ذلك سقوط «دولة المرابطين».
عوامل سقوط دولة المرابطين:
ضعفت القيادة العليا للمرابطين منذ تولى «على بن يوسف» حكم
البلاد، واستبد كثير من الأمراء بالأمر، ثم جاء الخلاف الخطير بين
«إبراهيم بن تاشفين» وعمه «إسحاق بن على» على السلطة، فى
الوقت الذى كان يزحف فيه الموحدون نحو العاصمة «مراكش».
يضاف إلى ذلك تخاذل الجند، فضلا عن الحروب المستمرة التى
خاضوها بالأندلس، فاستنزفت قواهم واقتصاد بلادهم، وظهور
شخصية «ابن تومرت» الذى نجح فى جذب أعداد كبيرة إليه.
فكان ذلك كله من أسباب سقوط «دولة المرابطين» وقيام «دولة
الموحدين».
العلاقات الخارجية لدولة المرابطين:
تركزت علاقات المرابطين فى جبهتى «الأندلس» و «الدولة العباسية»؛
حيث هبوا لنجدة «الأندلس» من النصارى الإفرنج، ثم قرروا -بعد عدة
معارك- ضمها إلى دولتهم، وظلت المعارك هى الطابع المميز لعلاقة
المرابطين بالممالك الإفرنجية فى الشمال الأندلسى.
أما علاقتهم بالعباسيين فقد بدأت بعد أن قاموا بنشر دعوتهم
بأرجاء «المغرب الأقصى»، ومن ثم اتصلوا بالخلافة واعترفوا بسلطة
الخليفة الروحية فى العالم الإسلامى، وطلبًا لتأييد «الخلافة
العباسية» لهم، وفى ذلك دعم لدعوتهم التى تأسست عليها دولتهم،
وكان الترحيب والاستجابة سمة العلاقة بين الجانبين.
الأوضاع الحضارية فى دولة المرابطين:
- الوزارة:
بعد أن وطَّد «يوسف بن تاشفين» دعائم دولته، وأخضع «الأندلس»