منذ بدأت فتوح المسلمين لهذه البلاد، ثم جاءت القبائل العربية
الهلالية بعد ذلك إليها، وشاركهم السودانيون الذين انضموا إلى
جيوش المرابطين، فضلاً عن تواجد عنصر الروم والصقالبة الذين
عاشوا فى ظل المرابطين، واتخذ منهم بعض الأمراء حرسه الخاص،
كما استخدمهم بعض الأمراء فى جباية الأموال.
وقد تبوأت المرأة مكانة مرموقة فى المجتمع المرابطى، وتمتعت
بوضع كريم فى القبيلة الصنهاجية؛ إذ كانت تشترك فى مجلس
القبيلة، وتشارك فى الأمور المهمة. وبلغ احترام المرابطين للمرأة حدا
جعل القادة والأمراء يُلقبون أنفسهم بأسماء أمهاتهم، تقديرًا لدور
المرأة فى المجتمع، فنجد «ابن عائشة»، و «عبدالله بن فاطمة»،
وهما من أبرز قادة المرابطين.
وعاش أهل الذمة فى بلاد المرابطين إلى جانب غيرهم من طبقات
المجتمع وفئاته فى ظل حماية القيادة العليا للبلاد، وأصبحت طائفة
اليهود على قدر كبير من الثراء، ولكن بعض أهل الذمة عمدوا إلى
مساعدة أعداء البلاد، وتحريضهم على غزوها، فكان رد فعل أمراء
المرابطين هو نفى عدد كبير من هؤلاء، ومنْع اليهود من المبيت
بالعاصمة «مراكش»، والسماح لهم بالعمل نهارًا، والانصراف منها
ليلاً؛ وهو إجراء وقائى للحفاظ على العاصمة من المؤامرات
والدسائس والفتن، وبها ما بها من تجمعات الجند وقادة الجيوش،
وإدارة البلاد، فضلا عن كونها مقر أمير البلاد وأسرته وأعوانه
وحاشيته.
البناء والتعمير:
انتعشت حركة البناء والتعمير فى «دولة المرابطين»، وقد بدأها
الأمير «يوسف بن تاشفين» بتأسيس مدينة «مراكش» وبنائها،
وغيرها من المنشآت، وتبعه فى ذلك ابنه «على» والأمراء من بعده،
وامتازت مبانى المرابطين بالضخامة والقوة والاتساع، والاقتصاد فى
الزخرفة تمشيًا مع بساطتهم.
وتعد «مراكش» من أبرز أعمال المرابطين، وكان سبب بنائها، ازدحام
مدينة «أغمات» بقبائل المرابطين القادمين من الجنوب، يضاف إلى