للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثورة فى الجنوب.

وواصل «ابن حفصون» غاراته فى اتجاه الشمال حتى وصل إلى

ضواحى «قرطبة» بل حاول إحراق مخيم الأمير نفسه فى ضاحية

«شقندة» القريبة من العاصمة، وأصر الأمير على الخروج إليه وحشد

كل مااستطاع حشده من قوات، وذهب فى اتجاه حصن فى الجنوب

الشرقى من قرطبة يُسمى «حصن بلاى» كان «ابن حفصون» قد حشد

فيه قواته، والتقى الفريقان على فرع من فروع نهر الوادى الكبير

قريب من الحصن الذى يعتصم به «ابن حفصون»، ونجح فرسان

الأندلس فى إلحاق هزيمة بالجناح الأيمن لابن حفصون ومزقوا قواته؛

فركب الرعب قلوب بقية الثائرين، وفروا هاربين والخيل تتبعهم،

وقُتِل كثير منهم وفرَّ «ابن حفصون» إلى الجبال الجنوبية بمن معه

واستولى الأمير «عبدالله» على حصنه، ورغم أن ابن حفصون قد

أُصيب فى المعركة فإن الأمير آثر ألا يطارده، واتجه غربًا نحو

«أستجة» التى كانت تناصره، وحاصرها حتى استسلمت ثم سار إلى

«ببشتر» فلم يخرج زعيم الثوار لمواجهته وجبن عن لقائه، وأثناء

ارتداد جيش الأندلس راجعًا اشتبك ابن حفصون مع مؤخرته لكنه هزم

فى ربيع عام (٢٧٨هـ = ٨٩١م).

وعلى الرغم من أن ثورة «ابن حفصون» لم تنته تمامًا فإنها قد وهنت

وأصبح الطريق ممهدًا للقضاء عليها.

وقد شهدت المناطق الجنوبية شرقى الأندلس ثورة القبائل العربية،

فقد رأت أن حكومة قرطبة تؤثر الموالى، وأن فى ذلك مهانة لها؛

فاستغلت اشتعال فتنة المولدين فى الجنوب والثغر الأعلى فقامت

بثورتها فى الجنوب متخذة من كورة البيرة «غرناطة» مركزًا لها،

وتزعم الثورة «يحيى بن صقالة القيسى» عام (٢٧٥هـ = ٨٨٨م)،

والتف العرب حوله وقام بمطاردة المولدين والنصارى، ولكنه قتل فى

موقعة معهم فخلفه «سوار بن حمدون القيسى»، وكان شجاعًا

ناصره قومه، ولذلك نجح فى انتزاع معظم حصون النصارى

والمولدين، ووصل نفوذه إلى قلعة رباح، ومنها زحف إلى البيرة،

حيث دارت معركة تسمى «معركة المدينة» بينه وبين جند الإمارة،

<<  <  ج: ص:  >  >>