للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثورات فى أنحاء الأندلس كافة بعد أن بقيت نحو نصف قرن تستنفد

موارد البلاد وتمنعها من الجهاد ضد عدوها المتربص بها فى إسبانيا

النصرانية.

علاقة الناصر مع ملوك قشتالة وبنبلونة:

تعرضت الحدود الشمالية لقرطبة لأخطار جسيمة قبل أن يتولى

«عبدالرحمن الناصر»، وفى الأيام الأولى للناصر تمكن «ألفونسو

الثالث» ملك «اشتورياس» من الاستيلاء على حصون «قلمرية» - فى

البرتغال حاليا - كما سيطر على حصون ليون واشترقة وأماية

وسمورة منتهزًا فرصة انشغال الأمير فى المشاكل والثورات الداخلية،

وقام بتسكين أعداد كبيرة من نصارى الأندلس المستعربين الذين

هاجروا إلى الشمال واستقروا فى الممالك النصرانية، وعقب موت

«ألفونسو» الكبير هذا استولى خليفته على حصن «أرماج» -الذى

سيكون له شأن فى الصراع بين الإسلام والنصرانية زمن الناصر-

ومعنى ذلك أن مملكة «اشتورياس» توسعت وتضاعفت مساحتها

وأصبحت تسمى مملكة ليون فى الأيام الأولى لحكم الناصر، بل تجرأ

بعض قواد النصارى ووصلوا إلى ضفاف نهر «الدويرو».

وقد انتهز أمراء بنبلونة - عاصمة نبرة - وغيرها من الإمارات

النصرانية الصغيرة الواقعة جنوبى جبال «البرت» الفرصة، وتمكنوا

بمعاونة أصحاب الثغر الأعلى الأندلسى من تهديد المعاقل الإسلامية

فى «تطيلة» وغيرها، ونجح ملك قشتالة الجديد فى مد حدود دولته

لتشمل أراضى قشتالة الجديدة، التى كانت أراضى إسلامية بها عدد

قليل من المسلمين فى ذلك الوقت، كذلك أمكن لإمارة «قطالونية»

التى تمكن ملوك الإفرنجة من إنشائها فى عهد «عبدالرحمن

الداخل»، أن تتوسع أيضًا على حساب أراضى المسلمين.

وهكذا كان على عبدالرحمن الناصر عند توليه أن يواجه موقفًا بالغ

الخطورة على حدوده الشمالية من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى

ساحل المحيط الأطلسى.

راميرو الثانى ملك ليون:

تولى «راميرو الثانى» الحكم فى «ليون» فى السنة نفسها التى

<<  <  ج: ص:  >  >>