للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تولى فيها «الناصر»، وكان «راميرو الثانى» ملكًا طموحًا دائب

الحركة، ولهذا بدأ فى العام الثانى لحكمه يهاجم أراضى المسلمين،

ووصل إلى «يابرة» - فى البرتغال الحالية - على رأس جيش بلغ

تعداده ثلاثين ألفًا وتصدى له عامل البلدة المسلم، ولكنه هُزِم وتمكن

النصارى من دخول البلد وارتكبوا مذبحة ضد أهلها وأسروا أربعة

آلاف، فيهم عدد من النساء والأطفال، وقد خشى عمال البلاد من

مهاجمة هذا الملك لبلادهم، فحصنوها وأحاطوها بالأسوار الحجرية

المتينة، ومع ذلك استطاع ملك ليون مهاجمة مدينة «ماردة» ونهب

أراضيها ودخل بعض حصونها وقتل فيها ألوف المسلمين، وأنشأ

هناك كنيسة تسمى كنيسة القديسة «ماريا الليونية».

وكان «عبدالرحمن» يؤثر فى أول الأمر غض الطرف عن محاربة

النصارى إلى أن يتمكن من تطهير الأندلس من الثائرين، لكن هذا

التخريب والفساد والعبث من جانبهم جعل الناصر يتخلى عن خطته،

فبعث بجيش قوى سنة (٣٠٤هـ = ٩١٦م) التقى بجموع النصارى

وهزمهم فى عدة مواقع وعاد محملا بالغنائم وفى العام التالى ضج

المسلمون وطلبوا من الأمير إنقاذهم، فأرسل إليهم قوات يتزعمها

«أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى عبدة» قائده الكبير، وقد استعد

له ملك النصارى وجهز أحسن مالديه من عدة وسلاح.

والتقى الفريقان بالقرب من بلدة «أرماج» وانهزم المسلمون وقتل

قائدهم وتتبع النصارى فلولهم لمسافات بعيدة، وكانت تلك نهاية

«أبى العباس أحمد بن محمد بن أبى عبدة» القائد المغوار صاحب

الفضل فى المحافظة على بقاء الإمارة الأموية طوال فترة حكم الأمير

«عبدالله»، وقد قام ملك النصارى بتعليق رأس هذا القائد العظيم على

سور البلدة المذكورة وبجواره خنزير برى نكاية به.

هنا أدرك «عبدالرحمن» أن الأمر جد خطير وبخاصة بعد تحالف ملك

ليون مع ملك نبرة، وسارت قواتهما معًا تريد الاستيلاء على مدينة

«طلبيرة» غربى «طليطلة» وفى الوقت نفسه توجهت قوات تابعة

<<  <  ج: ص:  >  >>