للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاصمة مملكة نبرة - ودمرها وهزم ملكها، وأنهى مقاومته تمامًا

وفى طريق عودته إلى «قرطبة» عرج على «موسى بن ذى النون»

وقبل طاعته وقد استغرقت هذه الغزوة أربعة أشهر وعرفت بغزوة

«بنبلونة».

مات ملك ليون وحدثت مشاكل داخلية انتهت بتولية ملك جديد عمل

على توسيع الفتنة بين المسلمين، وكانت «طليطلة» آنئذٍ تقوم بثورة

معارضة، فقام الملك النصرانى بتشجيع الثوار، وبدأ «عبدالرحمن»

من ناحيه يرسل العلماء لحث الثوار على الطاعة، فلم يستجب أحد

مطمئنين إلى محالفة ملك النصارى لهم، لذلك اضطر الناصر إلى أن

يخرج إلى الثائرين فى قوات ضخمة فى (ربيع الثانى سنة ٣١٨هـ =

مايو ٩٣٠م)، وبعد حصار شديد غادر عبدالرحمن المدينة وترك على

حصارها بعض قواته، ثم عاد إليها بعد عامين فسار ملك ليون لإنقاذ

«طليطلة» واستولى فى طريقه على حصن مجريط (مدريد) لكن

المسلمين استردوه، ففر ملك ليون واضطر أهل «طليطلة» إلى

التسليم، وانتهت بذلك ثورة من أخطر الثورات التى واجهها الناصر.

وواصل «عبدالرحمن» ضرباته فى بلاد الشمال، ولم يجد ملوك

النصارى مفرا من طلب الصلح، وأصبحوا من أتباع الناصر، يخطبون

وده ويطلبون العلاج فى عاصمته.

ولكن ملك ليون آلمه أن يخضع ملوك النصارى لأمير قرطبة، فحرضهم

على حربه وجمع جيشًا كبيرًا يواجه به المسلمين فاستعد له

عبدالرحمن استعدادًا كبيرًا؛ خاصة وقد تمكن الملك النصرانى من

الاستيلاء على حصن مجريط وهدد طليطلة سنة (٣٢٠هـ = ٩٣٢م) وقصد

الجيش النصارى عن طريق وادى الحجارة، ثم سار إلى سرقسطة

وبعث بقوات إلى «تطيلة» و «طرطوشة»، وتحول إلى أراضى «نبرة»

ليتلقى من ملكتها رسالة تعبر عن رغبتها فى السلم

والمصالحة، فوافق الأمير وأقر ابنها ملكًا على بلاد «البشكنس»، ثم

سار إلى أراضى «ألبة والقلاع» وخرب ونسف وعاث فى أراضى

ليون، فاجتمع له النصارى ودارت معركة عنيفة انتصر فيها المسلمون

<<  <  ج: ص:  >  >>