للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل إلى مقربة من ليون، ثم ارتدت قواتهم شرقًا وأخذت تعيث فى

أراضى قشتالة وخربت عاصمتها «برغش» ثم عادت القوات الإسلامية

إلى قرطبة بعد أربعة أشهر.

وفى سنة (٣٢٣هـ = ٩٣٥م) خرج أسطول الناصر فى أربعين سفينة

من ثغر ألمرية إلى جزيرة ميورقة، ومنها إلى شواطئ الثغور

الفرنجية حيث حقق انتصارات كبيرة، وتوجه بعدها إلى برشلونة.

فاجتمع الفرنج لمقاتلته، ودارت بينه وبينهم مجتمعين معركة انتصر

فيها الأسطول الإسلامى، ثم رجع إلى طرطوشة حيث صدرت الأوامر

للقائد بالتوجه إلى سبتة وطنجة للتعامل مع الثائرين هناك، فظل

يتردد بين مراسى العدوة المغربية حتى شتاء العام التالى، ثم رجع

إلى مرسية فى (صفر سنة ٣٢٤هـ = ديسمبر٩٣٥م).

كان «عبدالرحمن» قد عقد صلحًا مع ملك ليون بناءً على رغبته، لكن

النصارى من البشكنس تحركوا واحتلوا بعض الحصون، وفى الوقت

نفسه ظهرت بوادر فتنة خطيرة فى سرقسطة، لأن أصحابها

التجيبيين لم يكونوا على وفاق مع حكومة قرطبة، وما كانت تعجبهم

سياسة «عبدالرحمن» التى تعمل على إخضاع الزعماء المحليين

بالإضافة إلى أن وجودهم بين الممالك النصرانية أعطاهم فرصة

التآمر والخروج على سلطان الحكومة المركزية، وقد رفض زعيمهم

بالفعل أن يشترك مع الناصر فى حملته الأخيرة ضد النصارى، بل

وتحالف مع ملك ليون ضد المسلمين، وانضم إليهما البشكنس، وبذلك

وقف الشمال كله متحالفًا ضد عبدالرحمن.

بعث الناصر بعض القوات التى تعاملت مع هؤلاء فى بعض المواقع،

وتمكنت حامية مجريط - أهم قلاع الثغر الأدنى - من رد هجوم ملك

«ليون» عليها، ثم خرج عبدالرحمن بنفسه على رأس جيش ضخم فى

(رجب سنة ٣٢٥هـ = مايو ٩٣٧م) فسار أولا إلى «طليطلة» لتأمين

أهلها وإرهاب النصارى، وسلمت له «وشقة» و «طلبيرة» غربى

«طليطلة».

بعد ذلك توجه الناصر إلى الثغر الأعلى عن طريق وادى الحجارة،

وقصد قلعة أيوب التى يعتصم بها زعيم التجيبيين، وعرض عبدالرحمن

<<  <  ج: ص:  >  >>