للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الطاعة فرفض، واضطر إلى أن يدخل معه معركة عنيفة انهزم

فيها الثائر وطلب الأمان فوافق الناصر على تأمينه، وكان سقوط

قلعة أيوب هذه أول صدع خطير فى ثورة بنى تجيب.

ثم اتجه الناصر إلى ألبة والقلاع ففتح من حصونها سبعة وثلاثين

حصنًا، ثم ذهب إلى بنبلونة - عاصمة نبرة - لتأديب الناكثين.

وأخيرًا قبل اعتذار ملكتها وتوجه إلى تطيلة ومنها إلى سرقسطة

وقام ببعض العمليات الناجحة برا وبحرًا ضد ملك ليون وحلفائه،

واستمر يحاصر سرقسطة حتى طلب زعيم بنى تجيب الصلح فوافق

الناصر، وبذلك سقطت سرقسطة وحصونها المهمة فى يد الناصر،

وانهارت أخطر ثورة واجهها الناصر، وهى ثورة التجيبيين الذين

كانت بلادهم مركزًا يجمع القوى المعادية لخلافة قرطبة سواء أكانوا

من الثوار أم من زعماء النصارى.

ويلاحظ أن الناصر كان حريصًا على أن يعفو عن الثوار وأن يحسن

إليهم ويضمهم إلى جيشه، وبهذه السياسة الرشيدة استطاع أن

يستفيد من كل القوى المناوئة له عندما أحسن إليهم، وقد دخل الأمير

الأندلسى سرقسطة وأرسل منها ثلاثة جيوش توغلت فى أراضى ألبة

والقلاع وهزمت النصارى فى عدة مواقع، ثم عادت جميعًا إلى قرطبة

فى (١٨ من ربيع الأول ٣٢٦هـ= أواخر يناير ٩٣٨م) بعد ثمانية أشهر

قضوها فى العمليات الناجحة، وأراد الناصر أن يكرم زعيم «بنى

تجيب» فرده إلى «سرقسطة» وأعاده إلى مكانه وولاه كل مناصبه

السابقة.

مزق «عبدالرحمن الناصر» التحالف النصرانى الخطر وأخضع الشمال

الشرقى كله لسيطرته ولم يبق إلا ملك ليون بؤرة الفساد الحقيقى

فى هذه المناطق، وقد تم تجهيز جيش ضخم بلغت قواته نحو مائة ألف

جندى، وولى الناصر قيادته «نجدة بن حسين الصقلبى»، وكان

الصقالبة قد سيطروا فى هذه الآونة على كل مناصب القصر

والقيادة، وقد أثر ذلك على نفوس العرب وكان سببًا فى تدهور

قوى الجيش المعنوية.

وفى صيف عام (٣٢٧هـ = ٩٣٩م) سار الناصر وعبر نهر التاجة عند

<<  <  ج: ص:  >  >>