للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤١م)، وتوجيه بعض الحملات إليها وإلى جليقة.

وفى سنة (٣٣٥هـ = ٩٤٦م) جدد الناصر مدينة سالم، أقصى مدن

الأندلس الشمالية الغربية إلى حدود ليون، ونقل قاعدة الثغر الأعلى

من طليطلة إليه، وولَّى عليها قائده «غالب الناصرى» الذى كان له

شأن فى تاريخ الأندلس زمن الناصر وابنه الحكم المستنصر بعده،

وقامت قوات عبد الرحمن بمعارك وغزوات ناجحة حتى وصلت إلى

شاطئ المحيط الأطلسى، الشىء الذى جعل ملك ليون يطلب الصلح

مع الناصر إيمانًا بأنه لاقبل له به.

عبد الرحمن الثالث والبلاد المغربية:

عندما تولى عبد الرحمن الناصر، كانت الدولة الفاطمية قد قامت فى

بلاد المغرب منذ أربع سنوات فى (٢٩٦هـ = ٩٠٩م)، وامتد نفوذها

بسرعة حتى وصل إلى سبتة، وأصبحت تهدد الشواطئ الأندلسية

وتمثل خطرًا دينيا وسياسيا عليها، ومن الطبيعى أن يزعج هذا الأمر

الأمويين فى الأندلس؛ لأن المغرب قاعدة من يريد الوصول إلى

الأندلس. كما أنه يمد الثوار بها بحاجاتهم ويشجعهم على التآمر ضد

الإدارة الأموية.

كان على الناصر أن يواجه هذه المشكلة قبل أن يستفحل خطرها.

ولهذا بعث سنة (٣١٩هـ = ٩٣١م) أسطولا مكونًا من (١٢٠) سفينة

وسبعة آلاف رجل إلى سبتة انضم إليه بعض المتطوعة فى الطريق،

وقد تمكن هذا الأسطول من السيطرة على سبتة وانتزعها من البربر

حلفاء الفاطميين، ثم حاصر الأسطول بعد ذلك طنجة وضيق عليها

حتى استسلمت وخضعت للناصر وغادرها بقية الأدارسة، وبادر زعماء

البربر إلى إعلان الطاعة للناصر وامتدت دعوته حتى فاس، وأطاعه

«موسى بن أبى العافية» زعيم مكناسة، وأمده الناصر بالجنود

والسفن حتى هزم الفاطميين ووقف سدا منيعًا أمام محاولاتهم فى

المغرب واستمرت جيوش عبد الرحمن تعبر من الأندلس لمحاربة

الفاطميين وحلفائهم من البربر والأدارسة حتى استقر له الأمر ودعى

له على منابر المغرب سنة (٣٣٢هـ = ٩٤٤م).

وقد قويت الأساطيل الفاطمية فى عهد الخليفة «المعز لدين الله»،

<<  <  ج: ص:  >  >>