للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدأت تجوب شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ووصلت إلى ألمرية

وأحرقت سفنها وعاثت فيها سنة (٣٤٤هـ = ٩٥٥م)، فرد الخليفة

الناصر بإرسال قوة بحرية عاثت فى تونس، وأمر بلعن الفاطميين

والشيعة على منابر الأندلس، وفى سنة (٣٤٧هـ = ٩٥٨م) أرسل

الناصر أسطوله ثانية إلى إفريقية ردا على الحملة الفاطمية التى

قادها «جوهر الصقلى» إلى عدوة المغرب، التى تمكنت من الوصول

إلى فاس، وأرسل فى الوقت نفسه حملة أندلسية عن طريق سبتة

إلى المغرب بقيت هناك حتى رجع الفاطميون.

وكانت سياسة الناصر مع الفاطميين تتجنب الدخول فى صراع صريح

معهم؛ لأن هذا يضعف جبهته الشمالية أمام النصارى، ولهذا وجدناه

يكتفى بإرسال السلاح والعتاد والمعونات المالية الكبيرة إلى

«موسى بن أبى العافية» و «مصالة بن حبوس» وأمثالهما لإلحاق

الهزيمة بأعوان الفاطميين، ثم اكتفى باحتلال سبتة وطنجة ومنهما

زود أعوانه فى المغرب بحاجتهم ليثبتوا أمام الشيعة، وربما لجأ إلى

معاونة الخارجين على الفاطميين من غير الأدارسة وهو على كل حال

لم يلق بخيرة جنده وقواده فى الصراع المغربى، وهذا هو الخطأ

الذى وقع فيه ابنه الحكم المستنصر بعد ذلك فأثر على جبهته

الشمالية وأضعفها ولم يتمكن من الخروج بنتيجة حاسمة.

عهد الخلافة الأموية فى الأندلس:

عندما تولى «عبدالرحمن الداخل» أمر بعدم الدعاء لبنى العباس ولم

يتخذ لقب الخلافة مكتفيًا بالإمارة، وسار بنوه على نهجه، فلما تولى

الناصر، وجد أن هناك دولة فاطمية قامت فى بلاد الشمال الإفريقى،

ووصل نفوذها إلى شواطئ المغرب الأقصى، وقد اتخذ حكامها

لأنفسهم لقب الخلافة وسماتها، وإذا كان هو قد نهض بالدولة ووطد

سلطان بنى أمية فى كل الأندلس فلماذا لايكون من حقه لقب خليفة؟

لذلك أصدر أمرًا بذلك فى يوم الجمعة مستهل (ذى الحجة سنة ٣١٦هـ

= أوائل ٩٢٩م) وأصبح عبدالرحمن الثالث يلقب بالخليفة أمير المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>