والعصبية واللغة، وأخذ ينظم شئون الدولة واحتل البربر المناصب
الرئيسية، ثم أراد سليمان إرضاءهم من ناحية وإبعادهم عن قرطبة
من ناحية أخرى، فأقطعهم كور الأندلس -وكانت ست قبائل رئيسية-
كما ولى «على ابن حمود» ثغر سبتة، وأخاه القاسم على ثغور
الجزيرة الخضراء وطنجة وأصيلا، ومعنى ذلك أن البربر أصبحت لهم
السيطرة على ولايات الأندلس الجنوبية والوسطى.
من ناحية أخرى رأى الفتيان العامريون سيطرة البربر ففر معظمهم
إلى شرق الأندلس وأنشئوا هناك حكومات محلية، حيث حاول بعضهم
بزعامة الفتى «خيران» الاستقرار فى ألمرية ومرسية، وحاول بعضهم
الآخر الاستقرار فى دانية والجزائر الشرقية خاصة بنى برزال وبنى
يغرن، أما «زاوى بن زيرى» و «حبوس بن ماكس» الصنهاجيان فقد
استقرا فى غرناطة، وهكذا تمزقت البلاد وانتشرت الفوضى، وعمت
الفتن طوال فترة سليمان الأخيرة التى لم تزد على ثلاث سنوات.
دولة بنى حمود:
كان تمزق الأندلس بهذه الصورة فرصة يقتنصها من يريد، ولهذا كتب
«على بن حمود» صاحب سبتة إلى «خيران» يزعم أنه تلقى رسالة من
«هشام المؤيد» يوليه فيها عهده، ويطلب منه إنقاذه من البربر ومن
سليمان المستعين والتف حول «ابن حمود» بعض الأعوان، وعبر بهم
إلى الجزيرة الخضراء بناء على طلب خيران، واستوليا معًا على بعض
البلاد، وقرَّرا الزحف على قرطبة يعاونهما بربر غرناطة، واستعد
سليمان لقتالهم، ونشبت بينهما معركة فى مكان قريب من قرطبة
وانتهى الأمر بهزيمة سليمان ووقوعه فى الأسر.
بعد ذلك دخل على بن حمود قرطبة وبويع بالخلافة فى (محرم ٤٠٧هـ=
أول يوليو ١٠١٦م)، وأعلن وفاة هشام المؤيد، وقتل سليمان وأباه
وأخاه، وتلقب بالناصر لدين الله، وبموت سليمان انتهت الخلافة
الأموية بالأندلس بعد حكم دام (٢٦٨) سنة منذ وصل إليها عبدالرحمن
الداخل، وبدأت خلافة الحموديين الأدارسة.
قبض على بن حمود على الحكم واشتد فى معاملة البربر وواجه أية