ومحاصيل أخرى مثل: القطن والكتان والتوت ونبات الحلفاء، وقد
جلبت بعض هذه المحاصيل من المشرق وأدخلت تحسينات على ما كان
قائمًا منها زمن الرومان.
كذلك اهتمت الإدارة الأندلسية بالرعى وتربية الماشية، وعنيت بتربية
البغال باعتبارها الوسيلة المثلى للنقل، والخيول والإبل والغنم
والثيران والأبقار، ومما يعكس الاهتمام بالخيل وتربيتها أنه كانت
هناك خطة تسمى خطة الخيل يشرف عليها صاحب الخيل، وعرفت
الأندلس أيضًا مهنة صيد السمك فى السواحل الغربية والشرقية
والجنوبية وفى الأنهار الداخلية، ولهذا ازدهرت تجارة السمك فى
الأندلس.
وعرف المجتمع الأندلسى الصناعة، وراجت فيه صناعة الحدادة
والصياغة وحياكة المنسوجات والصباغة، والصناعات الجلدية
والخشبية، وصناعة الورق والسفن والأسلحة والسكة والأثاث والفخار
والآلات الموسيقية وصناعة ألوان معينة من الطعام كالجبن واستخراج
الزيت من الزيتون، وصناعة السلال والشمع والزجاج، كما وجد
أصحاب الحرف مثل: الفرانين والخياطين والنجارين والبنائين
والعطارين والجزارين والحبالين .. الخ، وكان على رأس كل فرقة
زعيم يسمى العريف أو الأمين يرتب أمورها وينظم العاملين فيها
درجات حسب مستوى إجادتهم.
ومن الطبيعى أن يكون فى الأندلس نشاط تجارى، وعناية بالأسواق
التجارية، فقد كان فى كل مدينة سوق رئيسى يتألف من عدد من
الأسواق، وكل طائفة من التجار تتخذ لها مكانًا يجلسون فيه
متجاورين، وكانت هناك أسواق للحيوانات وأخرى للنخاسة .. الخ،
وقد اهتمت الدولة بإقامة شبكة من الطرق البرية والنهرية الداخلية
تربط المدن بعضها ببعض لخدمة التجارة.
وتعامل التجار مع بعضهم عن طريق تبادل السلع، وأحيانًا عن طريق
استخدام العملة، كما كانت الصكوك والسفاتج أو الحوالات من
الوسائل الشائعة الاستخدام فى الأندلس، وكانت السمسرة من
أساليب التعامل الرائجة فى الأسواق، وقام بها اليهود فى الغالب،