للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما كانت وحدات الكيل والميزان من أهم وسائل التعامل التجارى،

وكان يشرف عليها صاحب السوق، يتفقد العمل فى الأسواق يعاونه

مجموعة من الموظفين يمتحنون الباعة بأساليب مختلفة لمعرفة مدى

التزامهم بالطرق المشروعة بيعًا وشراءً.

وعرفت الأندلس التجارة الخارجية التى تقوم على الصادرات

والواردات، فقامت بتصدير التين إلى بعض بلاد المشرق وإلى الهند

والصين، والقطن إلى بلاد الشمال الإفريقى، وصدَّرت الزيت إليها

وإلى الدويلات النصرانية فى الشمال ومن الصادرات الأندلسية: الحرير

ومواد الصباغة وأنواع معينة من المنسوجات والعنبر والطيب وبعض

المعادن وبعض الحيوانات.

أما واردات الأندلس فقد تركزت على الأشياء الثمينة والتحف النادرة

وبعض المنسوجات الشرقية والصمغ والمواد الغذائية وأهمها القمح.

كما استوردت التمور والفستق والذهب، وكان التعامل مع المغرب

خاصة يتم بحرية تامة بصرف النظر عن الاختلافات المذهبية أو

السياسية أحيانًا، كما كانت العلاقات وثيقة بين الأندلس وبين بلاد

المشرق الإسلامى، وتمت إقامة طرق برية وأخرى بحرية لربط الأندلس

بالعالم الخارجى والاتصال به اقتصاديًا وفكريًا، وكانت الضرائب

تجبى من التجارة الداخلية والخارجية.

الحركة الفكرية:

لا يوجد فى عصر الولاة إلا بعض الآثار الشعرية القليلة التى وردت

على ألسنة الزعماء أو الولاة.

وجاء «عبدالرحمن الداخل» وخلف آثارًا من النثر والنظم تعكس تفوقه

فى هذا الميدان، وكان الداخل فوق براعته الأدبية عالمًا بالشريعة،

وجاء بعده ابنه «هشام» فكان مبرزًا فى الحديث والفقه، وغلب

الطابع الدينى على النهضة العلمية فى هذه المرحلة، ثم رحل تلاميذ

الأندلس إلى المشرق وتتلمذوا على الإمام مالك ونقلوا عنه كتابه

«الموطأ»، وعادوا إلى الأندلس فنشروا مذهب إمامهم بتلك البلاد،

وكان الأمير هشام يجل الإمام مالك فساعد ذلك على التمكين لمذهبه

فى الأندلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>