للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتوافر للجيش أسلحة حديثة، وأساليب تمكنه من الوقوف أمام

الجيوش الأوربية، بالإضافة إلى تخفيض أعداد الجنود الإنكشارية إلى

(٣٠٠٠٠) جندى، لتحسين كفاءتهم ونظامهم، وبذل الجهود لإنتاج

بنادق وذخائر على النمط الأوربى.

وقام السلطان «سليم الثالث» بإنشاء فرقة عسكرية جديدة، أطلق

عليها «النظام الجديد»،توخَّى لها أن تتلقَّى تدريباتها على النمط

الأوربى الحديث، وجعل لها خزانة خاصة تنفق عليها، وتستمد

مواردها من الإقطاعات المجاورة، ومن الضرائب الجديدة التى فُرضت

على المشروبات الروحية وتجارة التبغ والبن، وفرض على هذه

الفرقة ارتداء الملابس الأوربية، وتلقت تدريباتها على أيدى خبراء من

«فرنسا» و «إنجلترا»، استقدمهم السلطان لهذا الغرض.

وأدخلت على أسطول الدولة العثمانية إصلاحات تشبه التى أدخلت

على القوات البرية، فجرى توسيع الترسانة الرئيسية بتوجيه من

المهندسين الفرنسيين، وأنشئت ترسانات فى الأقاليم، وأصلحت

السفن القديمة، وبنيت أعداد كبيرة من السفن الحديثة وفق أحدث

الطرز فى المعمار البحرى، وطورت الدراسات البحرية.

عهد السلطان محمود الثانى:

وُلد السلطان «محمود» سنة (١١٩٩هـ= ١٧٨٤م)، وتقلد مقاليد الخلافة

العثمانية وهو فى الرابعة والعشرين من عمره، فقلّد «مصطفى

البيرقدار» منصب الصدارة العظمى، وطلب منه إصلاح نظام

«الإنكشارية» فاعترضوا عليه، ووقع الخلاف بينهم وبين السلطان،

وأرادوا إعادة الخليفة «مصطفى الرابع» المعزول، لكنه قتل وهم

يحاصرون الصدر الأعظم فى قصره الذى أحرقوه وهو بداخله.

وقد رأى السلطان «محمود» أن نجاح الإصلاح فى دولته يجب أن

يكون شاملاً لكل النظم العثمانية ومؤثرًا فى المجتمع، ولا يقتصر على

المجال العسكرى، ولذا يجب إزالة النظم القديمة، حتى لا تعترض

طريق الإصلاح، والتخطيط الدقيق للإصلاح، وإيجاد الضمانات اللازمة

التى تكفل نجاحه قبل القيام به.

وقد نجح السلطان «محمود» فى القضاء على فرقة «الإنكشارية»،

<<  <  ج: ص:  >  >>