للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التى قامت بالتمرد وإثارة الجماهير ضد الإجراءات المتصلة بإصلاح

الجيش، وبخاصة فيما يتعلق بارتداء القوات الجديدة للملابس الأوربية،

لكن الشعب العثمانى وقف ضدهم، فى الوقت الذى استعد فيه

السلطان «محمود» لمواجهتهم، مما مكنه من القضاء عليهم تمامًا،

وأنشأ جيشًا قويا يتولى إمرته قائد عام، كان قوامه (١٢٠٠٠) جندى

فى العاصمة، وقوات أخرى فى الولايات.

وكما ارتبط التعليم لدى «محمد على» بالجيش ارتبط بالجيش أيضًا عند

«محمود الثانى»، الذى حاول الاقتداء بواليه الناجح، فأرسل البعثات

إلى «أوربا» لتلقى العلوم العسكرية خاصة، وأنشأ المدارس الحديثة،

وعنى بتعليم اللغتين العربية والفرنسية والجغرافيا، والتاريخ

والرياضيات والعلوم.

وحاول السلطان إصلاح أجهزة الدولة المركزية، فوضع الأوقاف تحت

إشرافه، وألغى «التيمارات»، وضمها إلى أملاك السلطان، وأجرى

أول إحصاء للأراضى العثمانية فى العصر الحديث، وأجرى تحسينات

على شبكة المواصلات، فأنشأ كثيرًا من الطرق الجديدة، وأدخل

البرق، وخطوط السكك الحديدية، كما أنشأ جريدة رسمية للدولة.

وبعد وفاة السلطان «محمود» تولى ابنه «عبد المجيد» الخلافة

وعمره دون الثامنة عشرة.

التنظيمات (محاولة إحياء الدولة):

التنظيمات» كلمة عربية دخلت اللغة التركية، وتعنى فى الاصطلاح

السياسى: حركة التنظيم والإصلاح على المنهج الأوربى الغربى،

وفى الاصطلاح التاريخى: حركة الإصلاح التى حدثت فى الدولة

العثمانية فى القرن (١٣هـ= ١٩م) مهتدية بالمؤسسات والتنظيمات

الأوربية، وعرفت بهذا الاسم لأنها تميزت بتنظيم شئون الدولة وفق

أسس جديدة فى جميع المجالات.

ويمكن تعريف حركة التنظيمات العثمانية بأنها حركة ثقافية

وإصلاحية حدثت فى الدولة العثمانية فى النصف الأول من القرن

(١٩م)، ومهدت لإقامة حكم دستورى على النمط الغربى فى البلاد،

وللتقارب بين العالمين الإسلامى والمسيحى، وشملت مناحى الحياة

<<  <  ج: ص:  >  >>