أن «إنجلترا» حاولت إنقاذ «مدحت باشا» من هذا السجن بتهريبه منه
حتى إنها خصصت سفينة عسكرية بريطانية فى «البحر الأحمر» لهذا
الغرض.
وفى (١٨ من جمادى الأولى ١٣٢٣هـ= ٢١ يوليو ١٩٠٥م) دبر الأرمن
مؤامرة لقتل السلطان «عبد الحميد» عُرفت فى التاريخ العثمانى
باسم «حادث القنبلة»، دبّرها ونفذها الأرمن وأيدها المعارضون لعبد
الحميد وبخاصة العاملون فى النشر والإعلام.
ومع هذا فقد كان حكم عبد الحميد بالنسبة إلى الدولة العثمانية عهد
استقرار. وكان الشعب يشعر بالأمان، لكن نتيجة أن السلطان كان
يربط مؤسسات الدولة بشخصه مباشرة ودائمًا، ويحدّ من الصحافة
والحريات السياسية فقد عاداه الضباط وطلبة العلوم العليا خاصة طلبة
الطبية العسكرية.
المسائل العربية فى عهد عبد الحميد:
بجيش مكوّن من (٢٣.٠٠٠) جندى فرنسى استُقدموا من «الجزائر» مع
أسطول بحرى و (٨.٠٠٠) جندى فرضت «فرنسا» حمايتها على
«تونس» ووقعت «معاهدة باردو» (قصر سعيد) فى (١٢ من جمادى
الآخرة ١٢٩٨هـ= ١٢ من مايو ١٨٨١م)، بذلك احتج الباب العالى وأخذ
الوزير «محمود صادق باشا» أمير «تونس» يطلب النجدة، فذهب إليه
أسطول عثمانى مدرّع، إلا أن هذا الأسطول اضطر إلى الانسحاب إلى
مياه «كريت»؛ لعدم التوازن فى القوى بين الأسطولين العثمانى
والفرنسى.
ولم تكن الدولة العثمانية فى الواقع قادرة على أن تدافع عن
«تونس»، وكل ما استطاعت عمله أنها لم تعترف رسميا بالاحتلال
الفرنسى، وظل «عبد الحميد» يعتبر «تونس» قطعة من الدولة
العثمانية فى السالنامة الرسمية.
وكان احتلال «بريطانيا» لمصر فى (٢ من ذى القعدة ١٢٩٩هـ= ١٥ من
سبتمبر عام ١٨٨٢م) هو الحدث الكبير الثانى فى السياسة العثمانية
الخارجية فيما يختص بالأمور العربية.
عبد الحميد والخديو إسماعيل:
إن العلاقات العثمانية المصرية كانت قد اتخذت طورًا متشددًا تجاه
إسراف الخديو «إسماعيل»، بعد أن استطاع الحصول من