الإذن بالإقامة فى «إستانبول» والإفادة من أملاكه هناك، فأذن له
وأقام «إسماعيل» فى قصره فى حى «بايزيد» فى «إستانبول»،
وكذلك فى قصره الصيفى على «البسفور» فى حى «أميركان».
ومات «إسماعيل» فى «إستانبول» فى (٢٧ من رمضان ١٣١٢هـ= ٢
من مارس ١٨٩٥م) عن (٦٥) عامًا، والمعروف أن «إسماعيل» درس فى
الأكاديمية الحربية فى «باريس».
وفى علاقة «عبد الحميد» بإسماعيل أيضًا مسألة إهداء السلطان
«عبد العزيز» عم «عبد الحميد» جزيرة «ياسى آدا» - وهى جزيرة
صغيرة جميلة، بالقرب من إستانبول - إلى «إسماعيل»، وعندما
تولى «عبد الحميد» أعاد هذه الجزيرة إلى أملاك الدولة.
عبد الحميد والثورة العرابية:
أما «أحمد عرابى بك» فقد أيده «عبد الحميد» ومنحه رتبة أمير لواء
مع الباشوية، كما منحه الوسام الحميدى من الطبقة الأولى،
والمعروف أن الرتب العسكرية فى «مصر» فيما فوق أميرالاى لا
تمنح إلا من السلطان نفسه.
قام «عرابى باشا» بإنهاء عمل الموظفين الأوربيين، فاحتجَّت عليه
كل من «إنجلترا» و «فرنسا»، وقامتا بمراجعة «الباب العالى» فى
شأن إرسال قوة عسكرية إلى «مصر»، ولم يقع «عبد الحميد» فى
هذا الفخ، ورفض إرسال قوة عسكرية، لأن قمع الحركة الوطنية
المصرية بجنود أتراك لصالح الدول الأوربية وهى دول استعمارية،
كان من شأنه الإساءة إلى مقام الخلافة فى كل أرجاء العالم
الإسلامى، ويتنافى مع مبدأ الجامعة الإسلامية التى كان «عبد
الحميد» قد اتخذها سياسة له.
فى هذه الأثناء تولّى «عرابى باشا» وزارة الحربية، وفى (٢٣ من
شعبان ١٢٩٩هـ= ١١ من يوليو ١٨٨٢م) حدثت قلاقل «الإسكندرية»،
ومات عدد من الأوربيين هناك، كما جرح أربعة قناصل؛ لذلك قام
الأميرالاى «سيمور» قائد الأسطول البريطانى فى «البحر المتوسط» -
وكانت «إنجلترا» قد أعلنت أنها ستحمى الأجانب فى مصر - بضرب
«الإسكندرية» بالمدفعية البحرية ضربًا متواصلاً. وفى اليوم التالى