(٢٤ من شعبان= ١٢ من يوليو ١٨٨٢م) احتل «الإنجليز» المدينة، وفى
(١٢ من سبتمبر ١٨٨٢م) قام السير «جرانت ويلزلى» بالتغلب على
قوات «عرابى باشا» فى معركة «التل الكبير» فى عشرين دقيقة،
ودخل الجيش الإنجليزى القاهرة فى (١٥ من سبتمبر ١٨٨٢م)،ونفت
«بريطانيا» «أحمد عرابى» إلى «سيلان».
وكانت «بريطانيا» تردد دائمًا أنها تحتل «مصر» و «السودان» احتلالا
مؤقتًا، ولم يكن للاحتلال صفة رسمية، أو وضع قانونى، وإن كان
أمرًا واقعًا إلا أن «مصر» رسميا كانت تابعة للدولة العثمانية،
واستمرت «مصر» حتى عام (١٣٣١هـ= ١٩١٤م) - تاريخ إعلان الحماية
البريطانية عليها - ترسل متعلقات تبعيتها للعثمانيين إلى
«إستانبول» سنويا، وكذلك كان تعيين الرتب الكبيرة فوق الأميرالاى
لا يتم إلا عن طريق السلطان.
عبد الحميد ومسألة العقبة:
والمسألة الثالثة المهمة فى العلاقات العثمانية المصرية فى عهد
«عبد الحميد» تتجلى فى مسألة العقبة عام (١٣٢٤هـ= ١٩٠٦م)، فبعد
أن ضيق العثمانيون على الإنجليز حلقة العمل الاستراتيجى للاحتفاظ
بطريقهم إلى «الهند» سليمًا، وخوف «بريطانيا» من خط سكة حديد
الحجاز، خاصة بعد دخول «ألمانيا» منافسًا للقوى الأوربية فى خط
سكة حديد «بغداد»، فى تلك الفترة كان السلطان «عبد الحميد»
مشغولاً بإنشاء خط سكة حديد «مكة» الطويل، برأس مال إسلامى
وأيدٍ عاملة مسلمة، وكان خط سكة حديد الحجاز قد وصل إلى
«المدينة المنورة»، وقد ربط هذا الخط بين «إستانبول» و «دمشق»
و «المدينة».
فى هذه الفترة نفسها أنشأ السلطان مدينة «بير السبع» بين «غزة»
و «بحيرة لوط» فى جنوب «فلسطين»، وفى عام (١٣١٩هـ= ١٩٠١م)
حلت قوة تركية هناك وتكون حولها قصبة، والواقع أنها كانت
قاعدة استراتيجية عثمانية، تشرف على «شبه جزيرة سيناء»
و «الجزيرة العربية» وطريق «الحجاز» و «مصر»، وكان من شأنها
أيضًا مراقبة الإنجليز الذين كانوا يحتلون «مصر». وتشكل هذه