القاعدة العثمانية الاستراتيجية التى أقيمت على أطلال مهجورة
متراكمة حول بئر واحدة من بدايات مسألة العقبة.
وفى عام (١٣٢٣هـ= ١٩٠٥م) قام الإنجليز بتحريض بعض القبائل اليمنية
بالتمرد على الدولة، لكن العثمانيين استطاعوا القضاء على هذا
التمرد، عندئذٍ أدركت «بريطانيا» أنها عاجزة عن الإضرار بالعثمانيين
فى «اليمن»، وهى ولاية ذات أهمية استراتيجية على «البحر الأحمر»
و «خليج عدن»؛ لذلك قام الإنجليز باختلاق حادثة على حدود «مصر»
وكانت هذه الحادثة هى حادثة قرية تسمى «العقبة».
طلبت «إنجلترا» إرسال جنود إلى هذه القرية التى يسمح الباب
العالى بوجود جنود مصريين فيها خاصة بمناسبة أعمال الحج.
بذلك كانت «إنجلترا» تريد السيطرة على المدخل الشمالى الشرقى
للبحر الأحمر وتدخل منه إلى داخل «الجزيرة العربية».
أرسل السلطان «عبد الحميد» أحد ياورانه المخلصين وهو الأميرالاى
«رشدى بك» - باشا فيما بعد - إلى المنطقة، فسار مع طابورين من
الجنود ومدفع واحد واتجه إلى العقبة وأخلاها من الجنود المصريين
الذين كانوا فيها بعد أن أبلغهم أن هذا قرار من السلطان. وبموجب
أمر من «عبد الحميد» احتل «رشدى بك» قصبة «طابا» بعد أن
أخلاها من الجنود المصريين ليفاجئ الإنجليز بالأمر الواقع.
أدركت «إنجلترا» أنها على أبواب صدام قريب مع الدولة العثمانية
بشأن الحدود، خاصة بعد قيام الشعب المصرى فى «القاهرة» وسائر
المدن المصرية بمظاهرات تهتف بحياة «عبد الحميد» وبسقوط الاحتلال
الإنجليزى، وقدمت «إنجلترا» للباب العالى إنذارًا باحتلال «العقبة»
و «طابا» فى مدة عشرة أيام إذا لم يرسل الباب العالى إلى «رشدى
بك» تلغرافًا بإخلاء القلعتين، وقالت «إنجلترا» فى إنذارها إن من
حقها الدخول فى حرب مع الدولة إذا لم يحدث صدى إيجابى للإنذار،
ولكى تضخم «إنجلترا» المسألة أمرت أسطولها فى «المحيط
الأطلسى» بدخول «البحر المتوسط» عن طريق «جبل طارق»؛ ليكون