للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجوار الأسطول البريطانى فى «البحر المتوسط».

أبلغ «عبد الحميد» «إنجلترا» برفضه لهذا الضغط البريطانى، وقال:

إن «مصر» جزء من الدولة العثمانية رسميا وليس لإنجلترا حق فيما

تريده، وقال: إن الحدود المصرية العثمانية لا يحلها إلا ضباط من

«مصر» ومن الدولة العثمانية.

وفى (شعبان ١٣٢٤هـ= أول أكتوبر ١٩٠٦م) قام الضباط العثمانيون

والضباط المصريون بتنظيم الحدود واستقر الأمر على أن «طابا»

مصرية.

عبد الحميد واليهود:

عندما مات «البارون هيرش» كان يأمل فى إقامة وطن ليهود

«روسيا» فى «الأرجنتين»، وعندما تدخل «تيودور هرتزل» فى

المسألة اليهودية، أصبح الأمر لا يتعلق بيهود «روسيا» فقط بل بكل

اليهود، ولم يصبح الوطن الذى يطلبونه «الأرجُنتين»، بل أصبح فى

«فلسطين»، وكانت «فلسطين» جزءًا من الدولة العثمانية.

يقول «تحسين باشا» رئيس أمناء القصر السلطانى فى عهد «عبد

الحميد»، فى مذكراته ما يلى:

«جاءت شخصية كبيرة صهيونية يهودية نمساوية إلى إستانبول،

وطلبت إقامة وطن يهودى فى سنجق القدس، وقالت هذه الشخصية:

إنها تتحدث فى هذا باسم الصهاينة، وأن روتشيلد المصرفى

المشهور، وراء هذا الأمر».

وكان أساس مطلب هذا اليهودى إقامة قرى يهودية فى «فلسطين»

فى مكان تحدده الحكومة العثمانية، ولا مانع من وجود منازل

إسلامية فى هذه القرى إذا رغبت الحكومة فى هذا، وسيتبع اليهود

القادمون من الخارج قوانين ونظم الدولة العلية (العثمانية)، وسيتم

مقابل هذا تقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة فى مسألة الديون

العمومية، وتقديم الضمان الكافى بهذا الكتاب.

ولأن هذا اليهودى كان له وزنه واعتباره، والمسألة تتعلق بالديون

العمومية للدولة عرض الموضوع على السلطان الذى أذن بمقابلته،

وبعد هذه المقابلة التى عاد منها الصهيونى النمساوى إلى بلاده

صفر اليدين أمر السلطان «عبد الحميد» سفراء الدولة العثمانية فى

<<  <  ج: ص:  >  >>