وقد دخل فى هذه الفترة فن الطباعة، وتعد أول مطبعة دخلت
العالم العربى هى التى أنشئت فى «لبنان»، وترتب على دخول
المطبعة وإنشاء المدارس الدينية قيام حركة ترجمة واسعة، اقترنت
بحركة إحياء الآداب وجمع مخطوطاتها وتأليف المعاجم العربية.
وظهر أيضًا فى «لبنان» فى أوائل القرن التاسع عشر شخصية بارزة
لعبت دورًا كبيرًا فى «الشام» وهى شخصية الأمير «بشير الشهابى
الكبير»، الذى حالف «محمد على» والى «مصر» ضد الدولة العثمانية،
وأعانه على فتح «الشام»، وحكمها حتى انسحبت القوات المصرية
على إثر تدخل الدول الأوربية الكبرى فى سنة (١٢٥٥ - ١٢٥٦هـ=
١٨٣٩ - ١٨٤٠م)، ونفى الأمير «بشير» إلى «مالطة»، ثم انتقل إلى
«إستانبول» حيث مات فيها.
وفى «فلسطين»: ظهر الشيخ «ضاهر العمر» وهو من شيوخ البدو
فى «فلسطين»، وكان واسع الأطماع، فمد بصره إلى خارج
«الشام»؛ حيث اتصل بعلى بك الكبير فى «مصر»، وحاول الاستعانة
بروسيا؛ لكن الدولة العثمانية تمكنت فى النهاية من القضاء على
حركته.
وفى «العراق»: نجد الباشوات المماليك قد فرضوا شخصيتهم فى
القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وبرزت فى «العراق»
شخصيتان مهمتان أولهما: «سليمان باشا» الذى تحدى رجال الدولة
وامتنع عن إرسال الأموال إلى «إستانبول»، وعنى بتدريب المماليك
حتى استطاعوا الاحتفاظ بالحكم من بعده.
أما الآخر فهو «داود باشا» آخر حكام المماليك فى «العراق»، فقد
تولى الحكم فى ظروف قاسية؛ حيث سادت الفتن والاضطرابات
«العراق» من الداخل، وتحفزت «إيران» لغزوه من الخارج، فاتجه
«داود باشا» إلى تنظيم إدارته، وإشاعة الرخاء وإنشاء المدارس،
كما أدخل أول مطبعة فى «العراق»، وكان «داود باشا» يضيق
بالنفوذ الإنجليزى، وبالامتيازات التى يتمتع بها الإنجليز.
وفى «اليمن»: رفض الناس حكم «الأتراك»؛ لاختلاف المذهب الدينى،
فأهل «اليمن» من الشيعة، والعثمانيون من أهل السنة؛ لهذا توالت