للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثورات على العثمانيين، وتزعم إمام «صنعاء» حركة المقاومة ضد

العثمانيين حتى أجلاهم عن «صنعاء»، ثم عن بقية أنحاء «اليمن»

سنة (١٠٤٥هـ= ١٦٣٥م).

وبهذا كان «اليمن» أول بلد عربى استقل عن الحكم العثمانى، إلا أن

العثمانيين ظلوا يتشبثون بالسيادة على «اليمن»؛ حتى سنحت لهم

الفرصة فى سنة (١٢٨٩هـ= ١٨٧٢م) فأعادوه إلى نفوذهم.

وفى «ليبيا»: كانت هناك أسرة عثمانية اتخذت «ليبيا» موطنًا لها

هى الأسرة القرمانية، وكان مؤسسها هو «أحمد القرمانى» الذى

قضى على الثورات الداخلية التى قام بها أصحاب العصبيات داخل

البلاد، وعمل على المحافظة على وحدة «ليبيا»، وتأمين التجارة عبر

الصحراء، فدَان له حكم «ليبيا»،فحكمها حتى سنة (١١٥٨هـ= ١٧٤٥م).

وقد اهتم خلفاء «أحمد باشا» بالبحرية الليبية التى أكسبت «ليبيا»

فى عهدهم قوة ومهابة، وكانت من أهم الموارد الاقتصادية لليبيا،

وذلك لأن الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية كانوا يدفعون

لليبيا إتاوة حتى يضمنوا سلامة سفنهم التجارية فى «البحر

المتوسط»، ثم ضعف النشاط البحرى الليبى بسبب موقف الدول

الأوربية منها وعملها على القضاء عليها، فاضطربت مالية البلاد، ومد

الولاة أيديهم إلى الأجانب طلبًا للقرض.

وزاد الأمر سوءًا باحتلال «فرنسا» للجزائر سنة (١٢٤٦هـ= ١٨٣٠م)،

فأوجد بذلك خطرًا جديدًا ببلاد المغرب، هذا بالإضافة إلى اضطراب

الولاة القرمانيين فى حكم البلاد.

وانتهز السلطان «محمود الثانى» الفرصة فأرسل أسطولا فى مايو

سنة (١٢٥١هـ= ١٨٣٥م) إلى «ليبيا»، ولم يلق مقاومة كبيرة، فأعلن

تعيين والٍ جديد من قبل الدولة وعادت «ليبيا» ولاية عثمانية.

أما «الجزائر» و «تونس»: فقد استبد بالسلطة فيهما رؤساء الجند

واختاروا من بينهم حاكمًا يدعى «الداى» فى «الجزائر»، و «الباى»

فى «تونس»، وأصبحت «الجزائر» و «تونس» مستقلتين فى إدارة

شئونهما، وليس للدولة العثمانية عليهما سوى حق السيادة، وقامت

<<  <  ج: ص:  >  >>