الوثنيين القراءة والكتابة وبعض العلوم الأخرى، ومن ثم يصبح هؤلاء
الأطفال بذرة إسلامية داخل الأسر الوثنية، وكذلك كان الدعاة
ينشئون المدارس التى كانت تعد مركزًا مهما لنشر الإسلام وثقافته،
وكذلك المساجد والزوايا والأربطة والخلاوى التى كان يلتقى فيها
الأفارقة بالدعاة ويتلقون عنهم العلوم الدينية؛ حيث يخرجون دعاة
للإسلام بين أهليهم وأقاربهم من الوثنيين.
ولذلك انتشر الإسلام بين الأفارقة، خاصة بعد أن اعتنقه بعض ملوكهم
الذين كانوا يتحولون تلقائيا إلى دعاة للإسلام فى بلادهم. ومن
هؤلاء ملك «مالى» وملك «التكرور» وملك «سلى»، فقد نشر هؤلاء
الإسلام بين شعوبهم من التكرور والسونتك والماندنجو وغيرهم من
شعوب غرب القارة. وخرج من هذه الشعوب دعاة تخصصوا فى
الدعوة إلى الإسلام حتى أصبحت كلمة تكرورى أوسوننكى تعنى
داعية للإسلام عند شعوب هذه المنطقة.
ومن أهم الدعاة الذين نشروا الإسلام بين البربر فى «الصحراء
الكبرى» والتكرور فى «السنغال» والسوننك فى «غانة»، الشيخ
«عبدالله بن ياسين الجزولى» المتوفَّى عام (٤٥١هـ = ١٠٥٩م)، والذى
قامت على يديه «دولة المرابطين» الكبرى قبل ذلك ببضع سنين.
وهناك داعية آخر قام بنشاط كبير فى حوض «نهر النيجر الأعلى»
هو «أبو القاسم على بن يخلف»، الذى أسلم على يديه ملك مالى
الذى اتخذ لقب المسلمانى (أى الذى أسلم)، بعد إسلامه فى القرن
الحادى عشر للميلاد، وفى بلاد «الهوسا» نجد داعية إسلاميا كبيرًا
هو الشيخ «محمد عبدالكريم المغيلى» المتوفَّى عام (٩٠٩هـ =
١٥٠٣م) الذى نشر الإسلام فى بلاد «الهوسا»، ثم أتى بعده بعدة
قرون داعية كبير من شعب الفولانى هو الشيخ «عثمان بن فودى»
الذى أتم حركة نشر الإسلام فى هذه البلاد، وخاصة «نيجيريا»
و «الكاميرون».
وإذا اتجهنا شرقًا ووصلنا إلى بلاد حوض «بحيرة تشاد» حيث «دولة
الكانم والبرنو» نجد داعية إسلاميا عظيمًا هو الشيخ «محمد بن