مانى» الذى أسلم على يديه ملوك هذه البلاد فى القرن الحادى عشر
للميلاد.
وكذلك دخل الإسلام كثير من النوبيين وأهالى «السودان النيلى»
و «دارفور» على يد دعاة وفدوا من «مصر» و «اليمن» و «الحجاز» من
أمثال «غلام الله بن عائذ اليمنى»، و «حمد أبى دنانة» من «الحجاز»،
والشيخ «محمد القناوى الأزهرى» من «مصر»، وتلقف الدعوة
وأذاعها سودانيون من أمثال الشيخ «محمود العركى» والشيخ
«صغيرون محمد بن سرحان العدوى» وغيرهم.
ووفد على منطقة القرن الإفريقى وساحل شرقى إفريقيا عدد كبير
من الدعاة، من أمثال «ود بن هشام المخزومى» الذى أقبل إلى بلاد
«الحبشة» فى عهد «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه - وأنشأ
أحفاده دولة إسلامية فى «إقليم شوا» وسط هضبة الحبشة، كذلك
وفد دعاة من «بنى عبدالدار» أو من «بنى عقيل بن أبى طالب» إلى
بلاد «الزيلع» و «الصومال» و «إريتريا» وأنشأ أحفادهم سلطنة
إسلامية أخرى فى هذه البلاد تسمى «سلطنة أوفات الإسلامية».
وهكذا كان للدعاة فضل كبير فى نشر الإسلام وثقافته، وفى إقامة
سلطنات إسلامية فى كثير من نواحى القارة، كما سنرى ذلك فى
حينه بالتفصيل فى هذا الجزء من السلسلة.
٢ - التجار:
كان للتجار الدور الأول فى نشر الإسلام فى القارة بعد الدعاة،
ويظهر ذلك من قول السير «توماس أرنولد» فى كتابه «الدعوة إلى
الإسلام» إن التجارة والدعوة إلى الإسلام مرتبطان كل الارتباط.
وقد تدفق الإسلام عبر الطرق التجارية الموصلة بين مختلف أنحاء
القارة، والتى أشرنا إليها من قبل، إلى حوض نهرى «السنغال»
و «النيجر» ومنطقة حوض «بحيرة تشاد»، وكذلك إلى «الصومال»
و «بلاد النوبة» و «السودان» و «الحبشة»، و «ساحل شرق إفريقيا».
وقد قام العرب والبربر بدور كبير فى هذا النشاط التجارى، وأصبحت
مدن الشمال الإفريقى مراكز للتجارة بجانب كونها مراكز للعلم
والثقافة، ووصلت إليها السلع الإفريقية، واتجه تجار العرب والبربر