الإسلام فى عدد كبير من البلدان.
ومن أهم المراكز التجارية التى أنشأها العرب أو أهالى البلاد
المحليون واتخذوا منها مراكز للتجارة والدعوة: مدينة «أودغشت»
فى «موريتانيا» الحالية، ومدينة «تمبكت» التى بناها المرابطون من
المغاربة على ضفة نهر «النيجر» أواخر القرن الخامس الهجرى، كذلك
كانت مدن: «كانو»، و «مالى»، و «جاد»، و «نجيمى» فى غرب القارة
مراكز للدعوة والتجارة. وكانت مدينة «عيذاب» التى تقع على ساحل
«البحر الأحمر»، ومدينة «قوص» التى تقع على «نهر النيل» فى
صعيد «مصر» مراكز انطلق منها تجار الكارم إلى «الحبشة» وشرق
إفريقيا، كما انطلقوا من موانى: «سواكن» و «باضع» (مصوع)
و «زيلع» و «بربرة» و «مقديشيو» و «ممبسة» و «مالندى» و «كلوة»
و «سوفالة»، وكلها موانئ تقع على الساحل الغربى للبحر الأحمر
وعلى الساحل الشرقى لإفريقيا، ونشط التجار فى هذه المراكز
التجارية كلها ووصل نشاطهم إلى أعماق القارة فى بلاد «أوغندا»
و «الكونغو»، وأسلم على أيديهم أعداد كبيرة من الأفارقة.
وكانت قوافل الجمال التى تحمل تجارة القارة لاتستطيع العودة من
هذه المناطق الداخلية إلى المناطق الساحلية فى موسم الأمطار،
فكان التجار ينتظرون الشهر أو الشهور يتاجرون ويحتكون
بالأهالى؛ مما كان يؤدى إلى إسلام الكثير منهم، ثم يعودون من
حيث أتوا حينما تتحسن الأحوال الجوية، هذا فى الوقت الذى أصبح
التجار المحليون المقيمون دائمًا فى بلدان القارة عُمُدًا للدعوة
الإسلامية.
٣ - الحجاج:
نتيجة للنشاط التجارى الواسع الذى أشرنا إليه والذى ساد شمال
القارة، ووسطها وغربها وشرقها وما نتج عنه من انتشار الإسلام
والثقافة الإسلامية؛ نشطت قوافل الحج التى كانت فى الوقت نفسه
قوافل للتجارة التى كان يمارسها الحجاج على طول طريقهم إلى
الأراضى المقدسة، وقوافل لتحصيل العلم عن طريق الالتقاء بعلماء
البلدان التى يمرون بها، فكانت تخرج من غرب القارة قوافل عديدة