وأما فرع القضاء والفتوى من قسم التخصص فيتوسع لهم في فقه المذهب ثم في الفقه العام وتكون (بداية المجتهد) من الكتب التي يدرسونها ويدرسون آيات وأحاديث الأحكام ويدرسون علم التوثيق ويتوسعون في علم الفرائض والحساب ويطلعون على مدارك المذاهب حتى يكونوا فقهاء إسلاميين ينظرون إلى الدنيا من مرآة الإسلام الواسعة لا من عين المذهب الضيقة.
وأما فرع الخطابة فيتوسم لهم في صناعة الإنشاء والاطلاع على أنواع الخطب ويدرسون آيات المواعظ والآداب وأحاديثهما، ويتوسعون في السيرة النبوية ونشرة الدعوة الإسلامية، ويمرنون على إلقاء الخطب الارتجالية.
وأما فرع التعليم فيتوسعون في العلوم التي يريدون التصدي لتعليمها مع تمرينهم على التعليم بالفعل ومدارستهم للكتب الموضوعة لفن التعليم.
هذه أصول ما نراه من كيفية الإصلاح بجامع الزيتونة المعمور. وهي وإن لم تكن وافية بالتفصيل فإنها كافية في مقام الأعمال، ولعل اللجنة الموقرة تعيرها التفاتا فتزنها بميزان العدل والإنصاف، فعساها واجدة فيها بعض ما يفيد (١).
عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ج ١٠، م ٧، ص ٦٠١ - ٦٠٥ غرة جمادى الثانية ١٣٥٥هـ - أكتوبر ١٩٣١م.