فيهما وتخصصوا في التعليم وكذلك المعلمون في فرع الخطابة.
هذا رأينا في مسألة التقسيم، وأما مسألة الفنون وكيفية تعليمها فنرى أن يشتمل منهاج التعليم المشترك على اللغة والنحو والصرف والبيان، بتطبيق قواعد هده الفنون على الكلام الفصيح لتحصيل (١)، وأما قراءتها بلا تطبيق- كما الجاري به العمل اليوم- فهو تضييع وتعطيل وقلة تحصيل، وعلى تاريخ الأدب العربي وعلى تعلم الإنشاء وعلى تعلم حسن الأداء في القراءة وإلقاء الكلام وعلى العقائد. ويجب أن تؤخذ هي وأدلتها من آيات القرآن فإنها وافية بذلك كله، وأما إهمال آيات القرآن المشتملة على العقائد وأدلتها والذهاب مع تلك الأدلة الجافة فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وعلى الفقه ويجب أن يقتصر فيه على تقرير المسائل دون تشعباتها، ثم يترقى بهم إلى ذكر بعض أدلتها، وعلى أصول الفقه مسائل مجردة، ثم يترقى إلى تطبيقها على المسائل الفقهية لتحصل لهم من هذا ومن ذكر أدلة المسائل الفقهية كما تقدم ملكة النظر والاستدلال، وعلى التفسير ويكون بسرد تفسير الجلالين على المتعلم وهو يبين ما يحتاج للبيان. والمقصود من هذا أن يطلع المتعلم على التفسير بفهم المفردات وأصول المعاني بطريق الإجمال، وعلى الحديث بقراءة الأربعين وغيرها سردا على الطريقة المتقدمة في التفسير. وعلى دروس في التربية الأخلاقية يعتمد فيها على آيات وأحاديث وآثار السلف الصالح. وعلى التاريخ الإسلامي على وجه الاختصار، وعلى الحساب والجغرافية، بأقسامها، وعلى مبادئ الطبيعة والفلك والهندسة. وإذا لم يكن في الشيوخ المصممين من يقوم ببعض هذه العلوم فلنأت بأمثل إخواننا المطربشين من تونس أو من مصر إن اقتضى الحال ذلك.