للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجمعت الأمة على المطالبة بها. وهنلك تذمر عمومي من الحالة الحاضرة سواء من ناحيتها السياسية أو من ناحيتها الدينية والاقتصادية.

إنما الهيجان الذي تصوره الطان كأنه الغول الهاجم لابتلاع الأرواح، إنما الهيجان التي (١) تقول بأنه سيكون من نوع حوادث قسنطينة المؤلمة، فذلك ما نفي (٢) وقوعه بكل قوة وبكل شدة، ولن يكون إلا إذا عملت يد المحرشين الأجانب الأوربيين على إثارته وتهيئة أسبابه، خدمة لأغراضهم الخاصة. والرأي العام الإسلامي لا يتبع كل ناعق، ولا يقدم بسهولة مثل هذه الأعمال إلا إذا استثير وأمعن في استثارته ولم يبق في قوس صبره منزع.

ثم لنتول الدفاع متطوعين عن النواب وهم الأغنياء عن دفاعنا، فمتى كانوا مهيجين أو دعاة للفتنة والاضطراب، وهم الذين بحّت أصواتهم في المناداة بوجوب التآخي والتضامن مع الفرنسيين لأجل الإحراز على نفس الحقوق الفرنسية، بواسطة فرنسا وحدها، ولو بتضحية بعض الشخصية الإسلامية- وهذا ما لا نوافق عليه نحن- وأقوالهم أمام وزير الداخلية، وكتاباتهم كلها على هذا المنوال.

لكن هؤلاء السادة قد ألفوا منذ أمد طويل سياسة البني وي وي (٣) أولئك الذين لم يرتفع لهم صوت ولم تنبس لهم شفة بكلمة في مجال الدفاع عن الحقوق. فإن هم سمعوا كلمة المتذمر وإن هم شاهدوا حركة المستاء، نادوا بالويل والثبور وقالوا أن هذه إلا حركات ضد فرنسا قد نضجت في القلوب وانفجرت بها الصدور.


(١) كذا في الأصل وصوابه: الذي
(٢) كذا في الأصل وصوابه: ننفي.
(٣) عبارة جارية فى الجزائر بمعنى الذين يوافقون على كل شيء يصدر من ساداتهم بكلمة نعم (وي).

<<  <  ج: ص:  >  >>