وفيم هذا كله؟ على من ثرتم؟ وإلى من أساتم؟ وأي حدود تعديتم! وماذا تبغون!
لا والله ما ثرتم إلا على الجهل والرذيلة. وما أسأتم إلا للأثرة والجبرية، وما تخطيتم إلا حدود الجمود والخرافة، ولا تبغون إلا الحق والخير والعدْل والإحسان.
ألا في سبيل الله ما لقيتم، ألا في سبيل الله ما أنتم لاقون.
أيها الإخوان، إن جمعيتكم أمينة على حفظ الإسلام ولغة الإسلام في هذه الديار فإن قانونها الاساسي ينص على أنها جمعية تهذيبية إرشادية، تحارب الآفات الاجتماعية، وكل ما يحرمه صريح الشرع. وتتدرع لغايتها بكل ما تراه صالحا نافعا غير مخالف للقوانين المعمول بها، وأي وسيلة أقرب إلى تهذيب المسلمين. وأي دواء أنجع في علاجهم، من دينهم الإسلام الكريم؟ وبأي شيء يفهمون هذا الدين ويصلون منه إلى ما فيه من تربية وتهذيب إلا بالعربية لغة القرآن العظيم؟ وتعلم الإسلام ولغة الإسلام مباح في أصل القوانين. ولقد صدمت هذه القوانين الأصلية بمعاملات استثنائية رامية في فهم جميع المسلمين إلى فهم جميع المسلمين إلى مقاومة الإسلام ولغة الإسلام. وذلك هو المشاهد من آثارها في التغليق والتعطيل.
لقد قامت الجمعية بالدفاع إزاء هذا كله، وقامت معها جميع الهيئات أو جلها حتى تبين أن المسألة مسألة أمة لا مسألة جمعية، وأن المسلمين لا يسكتون عن تعلم دينهم ولغة دينهم بحال.
وقد جيش على الإسلام من ناحية أخرى، فوضعت الذاتية الإسلامية في المساومة، فرفعت الجمعية صوتها بالتحذير والتبيين، ووجدت من ممثلي الأمة آذانا صاغية، ففشلت تلك المساومة وقبرت المسألة من ذلك اليوم. والمجد والخلود للإسلام وهكذا لا تفتأ جمعيتكم أن