الإسلامية لتنصير أبناء وبنات المسلمين وصدرت الإيعازات- وخصوصا في الدوائر الممتزجة إلى القياد ومن إليهم بالابتعاد عن رجال العلم مما أحدث تباعدا في كثير من النواحي بين أبناء العرش الواحد بينما نحن نسعى للتقريب والتأليف بين جميع المتساكنين، هذا هو الجواب العملي عن شكوانا واحتجاجنا.
وكذلك في أكثر اجتماعات المجلس الإداري كنا نصدر البيان إثر البيان عن خطتنا وغرضنا وأن غايتنا من أول أمرنا هي تهذيب المسلمين بدينهم ولغة دينهم في دائرة القانون، وإننا نريد من ذلك رفع مستوى المسلمين الجزائريين العقلي والأخلاقي، ليتعاونوا مع من يساكنونهم بكفاءة وتآخ واحترام، وإننا نعمل لذلك بواجب ديننا ووحي ضمائرنا وأن كل ما أصابنا هو في سبيل تعليم الدين ولغة الدين فلم يرد علينا بجواب واحد، بلى يرد علينا بقلب الحقائق واختلاق التهم وترويج الأباطيل وبعث الأراجيف، فيكون ذلك هو الجواب العملي.
أيها الإخوان فنحن مع بقائنا على جميع ما قلنا وبينا، واستمرارنا في موقفنا كما كنا لا نريد اليوم أن نرفع شكوانا ولا أن نقدم احتجاجنا. وحسبنا في هذه السنة السكوت. وكفى بالسكوت احتجاجا عند من عرف وأنصف، وحسبنا الله ونعم الوكيل (١).
عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
الرئيس: عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ج ٤، م ١٤، ص ١٠٠ - ١٠٤ غرة شعبان ١٣٥٧ه - أكتوبر ١٩٣٨م.