"وقد عجبت من أولئك الذين يسعون في تثبيط الهمم في هذا الوقت الذي تنبه فيه الغافل فضلا عن غيره موهمين الشفقة.
وكان الأجدر بهم أن يشفقوا على أنفسهم ويشتغلوا بما يعود عليهم وعلى غيرهم بالنفع. ولم ير أحد من المثبطين قديما أو حديثا أتى بأمر مهم. وينبغي للجرائد المهمة أن تكثر من التنبيه على ضرر هذه العادة والتحذير منها ليخلص منها من لم تستحكم فيه وينبه الناس لأربابها ليخلصوا من ضررهم. وقد ذاكرني منذ ليلتين أحد نجباء الأبناء في هذه المسألة وشكا كثيراً منها وعجب لعدم اكتراث المصلحين ببيانها بياناً كافيا شافيا فقلت له: المأمول أن يكون الأوان قد آن لإصلاح هذه العادة التي تهبط بالأمة إلى الدرك الأسفل أصلح الله الأحوال" (١).
-٦ -
وقال من كتاب في غرض التربية:
وأؤكد في هذا الكتاب بأمور:
١ - إدخال مبادىء الصنائع في المدارس الابتدائية ويمكن تجربة ذلك أولا في مدرسة واحدة.
٢ - إدخال التربية العملية فيها وذلك بتعويد التلميذ على الصدق وأن لا يتكلم في شيء إلا بعد أن يختبره فإن الشرقي اعتاد أن يدعي كل شيء وأن لا يقول في شيء لا أعلم وهذا جعله لا شيء عند الغري.
(١) ش: ج ٩، م ٥، ص ٢ - ٢٩ غرة جمادى الأولى ١٣٤٨ه - أكتوبر ١٩٢٩م.