للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيضاء متمثلين بالنبي بعد أن تركوا العقال العربي المتورث من قديم الأزمان.

وللإخوان أهمية عظيمة بالنسبة لدولة ابن سعود لأنهم في حالة الحرب يتطوع منهم كل رجل قادر على القتال ويدخل في جيش ملكهم وملء قلبه النخوة والحماسة. وإذ أنهم يعتبرون أنفسهم الممثلين الصادقين للدين الحق ولا يقاتلون إلا في سبيله. فحربهم إذن هي حرب دينية، ومن تعاليم الإسلام أن خير ميتة يموتها المسلم وسط الجهاد في سبيله، ولذلك لا يرهب الإخوان الموت بل يرحبون به، ولكن دون أن يزدروا الحياة. وهم أكثر جيوش العالم شجاعة وصبرا وسرعة في الحركة. ولو مدوا بالأسلحة الهندسية الحديثة لاستطاعوا أن يفتتحوا دولا عظيمة. وهم في وقت السلم مشتتون في أنحاء البلاد ولكن إذا دعاهم الملك لم ينقض شهر واحد حتى يجتمعوا كلهم في المكان المعين لهم، وكل منهم آت على هجينه مسلحا بالأسلحة الحديثة التي غنمها ابن سعود في حروبه المختلفة وبالخناجر والسيوف. وكل مجاهد يحمل زاده معه وهو عبارة عن قليل من الأرز وحقيبة من البلح، ولا يعطيهم الملك أجرا ولكن يمنحهم الهدايا بين وقت وآخر، وإنما يعتمدون على الغنائم التي يغنمونها من الأعداء، وهذا الجيش المتطوع المتحمس القليل الكلفة يجعل ابن سعود أقوى من أي حاكم عربي قبله.

وهذا كله عمل رجل واحد هو عبد العزيز بن سعود ففي رأسه تنمو جميع الخطط وعلى كتفيه مهمة تنظيم مملكته الكبيرة وتنحصر مساعدة أمرائه- ومنهم رجال ذوو شخصيات كبيرة- في حسن تنفيذهم للخطط التي يضعها فهو وحده الذي يفكر ويعمل وكلهم أيد له وإنه ليحمل عبئا عظيما من العمل.

وهو يشتغل طوال اليوم من باكورة الصباح إلى قسط من الليل،

<<  <  ج: ص:  >  >>