ذانك الشيخان الضالان اللذان أطغاهما المال ونفخهما الجاه وأعماهما الحرص على الرياسة، عتبة وشيبة- يقول أحدهما للآخر:(أما غلامك فقد أفسده عليك).
رجع عدَّاس- وقد اهتدى- إلى الشيخين الضالين فقالا له:(ويلك يا عدَّاس ما لك تقبل رأس هذا الرجل- يتجاهلانه- ويديه وقدميه) فقال لهما: "يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي" فقالا له: "ويحك يا عدَّاس لا يصرفنك عن دينك- وقد كان عدَّاس نصرانياً- فإن دينك خير من دينه".
لا يسوءهما أن يكون عدَّاس على أي ملة وإنما يسوءهما أن يتبع محمداً- صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يحسدانه ويخافان منه على رياستهما فحاولا أن يصرفاه عنه ويصداه عن اتباعه بما قالاه له، لكن عدَّاساً الذي عرف الحق بالدليل، وذاق حلاوة الإيمان وبرد اليقين، لم يقم لكلامهما وزناً، ولم يحر لهما جواباً، وأعرض عنهما كما يعرض عن الجاهلين وثبت على الدين الحق. وكذلد الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب (١).