للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" مَدَد الحياة " وكان بينه وبين الشيخ محمد عبده مراسلات يقول رشيد رضا (١): (ومن خيار العلماء الشيخ محمد بن الخوجة صاحب المصنفات والشيخ عبد الحليم بن سماية وقد عهد هؤلاء الفضلاء إلى الشيخ محمد عبده أن يوصي صاحب المنار بأن لا يذكر في مجلته دولة فرنسا بما يسوؤها لئلا تمنع المنار من الجزائر وقالوا له: ((إننا نعده مَدَد الحياة لنا فإذا انقطع انقطعت الحياة عنا)) (٢).

وأما محمد بن مصطفى بن الخوجة (٣) فهو أكثر الأساتذة حرصاً على مطالعة كل ما يرد من المشرق من الكتب والجرائد والمجلات (٤) وخاصة كتب محمد عبده ورسائله أخذ عليه محمد عبده لبَّه واستولى مذهبه في الإصلاح على نفسه، يطالع العروة الوثقى والمنار وغيرهما، كما يقرأ للشيخ رشيد رضا مقالاته في المجالس ويشرحها. ولما وصله تفسير سورة (والعصر) درسه عشر مرات وشرحه لمن يتتبعون حركات الإصلاح في الجزائر من العلماء والطلبة والأعيان فاستحسنها هؤلاء وأثنوا عليها وكتب بهذا إلى الشيخ محمد عبده يخبره به (٥)، ولما عزل


(١) ولد رشيد رضا في قرية القلمون بطرابلس الشام ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٢٨٢هـ/١٨٦٥م وتوفي في ٢٢ أغسطس سنة ١٩٣٥م.
(٢) تاريخ الأستاذ الإمام ج ١ ص ٨٧١.
(٣) ولد بعاصمة الجزائر في سنة ١٢٨١هـ ١٨٦٥م وتوفي في ٧ شوال ١٣٣٣هـ سبتمبر ١٩١٧ كتب في جريدة "المبشر" من سنة ١٣٠٤ إلى ١٣١٩هـ (١٨٨٦ إلى ١٩٠١) درس في مسجد سفير ابتداء من سنة ١٣١٢هـ ١٨٩٥م كما اشتغل وكيلاً لمقام سيدي عبد الرحمن الثعالبى سنة ١٣٣٢هـ (١٩١٩) أنظر بحث سعد الدين بن أبي شنب المذكور سابقاً ص ٥٢ وكتاب صفحات في تاريخ مدينة الجزائر تأليف نور الدين عبد القادر قسنطينة ١٩٦٥ ص ١٧٤.
(٤) المصدر السابق.
(٥) المنار مج ٦ ص ٩١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>