برجال ممن بيدهم الحل والعقد، أو لهم كلمة مع من بيدهم الحل والعقد، فارتفع صوت الجزائر حتى أسمع الصم، وإن قل المجيب وظهر رسمها على صفحات الأيام، وإن اختلف تلوينه باختلاف أذواق الدساسين ونزعاتهم، وإذا ذكرت الجزائر- أيها الإخوان- فقد ذكرت الجمعية فهي- ولا نكران- الممثلة للجزائر من ناحيتها الروحية والأدبية وما كتب كاتب في صحيفة من كبريات الصحف وصغرياتها عن الجزائر إلا كان حديثه عن الجمعية في طالعة كلامه، وإذا ألغينا تهاويل مقصودة وأنباء مقلوبة بقي الاعتراف للجمعية بمكانتها، وإن صلاح الجزائر، وإرضاء الجزائر معظمه في مساعدة الجمعية على ما تقوم به من تربية وتهذيب.
لقد أبدت الجمعية ألم الأمة وألمها من ناحيتها الخاصة بها بما نشر لها وبما أبرقت من برقيات وما أرسلت من كتب. وقد أبدت ما لها من أمل يوم قابل رجالها وزير فرنسا م. ريفي وسمعت منه ما قوى ذلك الأمل.
وكم كان يسرني- وأنا رجل مسلم طبعتني تربيتي الإسلامية على الاعتراف بالجميل- أو استطعت أن أذكر لكم اليوم شيئا من تحقق ذلك الأمل. لكن بغاية الأسف لا أستطيع أن أقول لكم إلا أنه لم يتحقق شيء منه، فالمساجد ما تزال موصدة الأبواب في وجوه الوعاظ والمرشدين والمكاتب العربية ما زالت تلقى العراقيل الشديدة، وصحيفة الجمعية ما تزال في نطاق المنع والتحجير وما يزال رجال من أشخاص الجمعية البارزين تحت الرقابة والشدة بغير ذنب. غير أننا لا نقطع حبل الرجاء ما دام على رأس الإدارة رجل عالم خبير يقدر العلم وأهله ربما انفسح أمامه المجال للعمل في عهد الولاية الجديدة، ومع ذلك فإنني إبقاء لصوت الحق أرفع باسم جمعكم هذا إلى المراجع العليا الإحتجاج على بقاء هاته الحالة التي يحال فيها بين علماء الإسلام