ومساجد الإسلام، ويحال فيها بين الأمة وتعلم دينها في أماكن دينها ويعرقل فيها المسلمون على تعليم أبنائهم، لغة وعقائد وآداب دينهم. ويخنق فيها صوت جمعية دينية علمية فيحال بينها وبين الصحافة التي هي الأداة المشروعة المعترف بها لكل جمعية لنشر دعوتها والدفاع عن نفسها.
ثم مع هذه الحالة وضيقها فإن الجمعية قامت بحمد الله بما استطاعت من واجباتها. فالدروس العلمية في بلدان عديدة يقوم بها رجال الجمعية للطلاب والمدارس القليلة المسموح بها يتولاها رجال من الجمعية لتعليم الصغار. وقد قام رجال مجلس الإدارة في آخر السنة برحلات في العمالات الثلاث فوفدوا على خمسين بلدة ونيف قألقوا فيها دروس الوعظ والإرشاد على الجموع الكثيرة من الناس فأحيوا بما نشروا من الهداية نفوسا وأنعشوا أرواحا وفتحوا عيونا وآذانا وبعثوا- من الخير- آمالاً وبذروا بذور الرحمة والمحبة بين جميع السكان.
واليوم- وقد قطعنا الرحلة الرابعة من سيرنا- فإننا نستعين الله تعالى على التقدم للمرحلة الخامسة بإيمان ثابت ويقين صادق وقصد للخير صحيح ونحن نجدد لكم عهد الله على السير بالجمعية أو مع الجمعية على خطتها الدينية العلمية لنشر العلم والفضيلة ومحاربة الجهل والرذيلة. القرآن أمامنا والسنة سبيلنا والسلف الصالح قدوتنا وخدمة الإسلام والمسلمين وإيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتنا. فلنسر موحدين متحدين على هذا الصراط المستقيم لخير الجميع والله مع العاملين المخلصين والحمد لله رب العالمين (١).
عبد الحميد بن باديس
(١) سجل مؤتمر العلماء المسلمين الجزائريين ص ٧٤ - ٧٦/ ١٦ جمادى الأخيرة ١٣٥٤هـ - ١٥ سبتمبر ١٩٣٥م.