مع السيد الخوجة على السابعة صباح الخميس. ولما ذهبنا إليه في الموعد أخبرني بأن السيد البريفي يمنع من إقامة الاحتفال بالجامع وينكر إعطاء الإذن، فأجبته بأن الناس سوف يجتمعون لأجل المنشور الذي وزع عليهم بعد إذن خليفة البريفي وأما الاحتفال فلا يقام.
رأيت بعد خروجي من عند السيد بريفي أن هذا الأمر لا يجوز السكوت عليه فليس من اللائق بإدارة محترمة أن تضطرب هذا الاضطراب ولا من اللائق بجمعية محترمة أن تعامل هذه المعاملة وعلمت ما يتركه هذا العمل في قلوب المسلمين من الأثر السيء والكدر التام، فبادرت إلى إرسال برقية إلى دار العمالة بقسنطينة، ومثلها إلى دار الولاية العامة ذكرت فيها أن المنشور ما كان إلا بعد الإذن واستنكرت الرجوع في الإذن وأعربت عن الاستياء الذي يحصل من منع المسلمين من إقامة احتفال ديني محض في مسجدهم ونصحت بالرجوع عن المنع في صالح الجميع.
قفلت إلى قسنطينة مساء الخميس ومكثت صبيحة الجمعة أنتظر جوابا عن برقيتي فلم يأت عنها جواب.
لما صليت عصر الجمعة جاءني جماعة من المسلمين فذكروا أن الجامع الكبير قد غص بالناس وأنهم في انتظارك وأنهم لا يتفرقون إلا إذا أتيت فذهبت إلى الجامع الكبير فوجدت رؤساء الشرطة ورجالها قد اكتنفوا بابي الجامع، ووجدت الجامع غاص الرحاب بالناس. فشققت طريقي إلى المحراب حيث وجدت جمعا من الحجاج أربعة عشر أوأكثر فسلمت ثم توجهت للناس فبشرتهم بما لهم عند الله باجتماعهم في بيته لإكرام وفده، ثم أعلمته (١) بمنع الحكومة من إقامة الاحتفال الذي هو عبارة عن تلاوة آيات من القرآن العظيم وإلقاء خطاب ديني فيه