للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَفَقَّهَ وَشَارَكَ فِي الْفَضَائِلِ وَتَمَيَّزَ، وَسَكَنَ دِمَشْقَ مُدَّةً.

وَبِهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.

سَمِعَ بِمِصْرَ مِنِ ابْنِ خَطِيبِ الْمِزَّةِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ جَمَاعَةٍ.

أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قَرْنَاصٍ لِنَفْسِهِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِ مِائَةٍ:

جَفْنِي لِحُبِّكَ قَدْ جَفَاهُ هُجُوعُهُ ... وَالْقَلْبُ وَاصَلَهُ عَلَيْكَ وُلُوعُهُ

وَسِقَامُ جِسْمِي فِيكَ عَزَّ ذَهَابُهُ ... وَالنَّوْمُ عَزَّ عَلَى الْجُفُونِ رُجُوعُهُ

يَا مُخْجِلَ الْبَدْرِ الْمُنِيرِ إِذَا بَدَا ... فِي أُفُقِهِ عِنْدَ التَّمَامِ طُلُوعُهُ

يَا مَنْ قَسَا قَلْبًا وَلانَ مَعَاطِفًا ... عَطْفًا لِمَنْ حَنِيَتْ عَلَيْكَ ضُلُوعُهُ

صَبٌّ يَذُوبُ أَسًى وَيُعَذَّبُ فِي الْهَوَى ... تَعْذِيبُهُ وَالْعَذْلُ لَيْسَ يُطِيعُهُ

وَيَرَى الشَّقَاءَ بِكُمْ نَعِيمَا التَّذَلُّلَ ... عِزَّةً وَلَكُمْ يَلَذُّ خُضُوعُهُ

وَإِذَا تَأَلَّقَ مِنْ حَيِّكُمْ ... سَحَّتْ لَهُ مِثْلُ السَّحَابِ دُمُوعُهُ

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الصَّدْرُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ الزَّبِيدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ابْنُ خَطِيبِ عَقْرَبَا

وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ.

وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ، وَمَنِ ابْنِ غَسَّانَ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَالنَّاصِحِ ابْنِ الْحَنْبَلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْقُرَشِيِّ، وَالإِرْبِلِيِّ، وَمُكْرَمٍ، وَسَمِعَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ مِنْ نَجْمِ الدِّينِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَلامٍ، وَلِيَ نَظَرَ الأَيْتَامِ، وَنَابَ فِي نَظَرِ الْجَامِعِ.

تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>