للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ.

سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ الْفَقِيهِ وَتَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ فَاشْتَغَلَ وَأَتْقَنَ الْفِقْهَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالْكِرْمَانِيِّ، وَأَصْحَابِ الْخُشُوعِيِّ، وَحَنْبَلٍ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَعَنِيَ بِالرِّوَايَةِ وَالأَجْزَاءِ وَلَزِمَ ابْنَ مَالِكٍ مُدَّةً وَكَانَ مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِه، وَصَنَّفَ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَغَيْرِهَا، وَأَفَادَ وَدَرَّسَ، مَعَ التَّوَاضُعِ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَالْقَنَاعَةِ وَالاقْتِصَادِ وَكَثْرَةِ الْمَحَاسِنِ.

مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ بِأَيَّامٍ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، مَضَتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.

وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الْفَتْحِ لِبَعْضِهِمْ:

وَلَقَدْ عُرِضْتُ عَلَى الْمِلاحِ فَلَمْ أَجِدْ ... قَلْبِي يُحِبُّ مِنَ الْمِلاحِ سِوَاهُ

مُعَنًى بِهِ يَسْبِي الْعُقُولَ سِوَى ... الَّذِي يُسْمَى الْجَمَالُ وَلَسْتُ أَدْرِي مَا هُوَ

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ سُلْطَانَ الْخَطِيبُ الزَّاهِدُ الْبَرَكَةُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْبَرِيُّ الصُّوفِيُّ

إِمَامُ مَسْجِدِ الْحَلَبِيِّينَ بِالْقَاهِرَةِ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَمِيدِ عَنْ أَبِي رَوْحٍ جُزْءًا، وَصَلَّيْتُ وَرَاءَهُ مَرَّاتٍ.

وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الْفَضْلِ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>