وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَبَرَعَ فِي الْمَذْهَبِ وَالْخِلافِ، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ الْمُوَفَّقِ بْنِ يَعِيشَ، وَبِبَغْدَادَ مِنَ الْكَاشْغَرِيِّ، وَابْنِ الْخَازِنِ، وَبِمَارِدِينَ مِنَ النِشْتِبْرِيِّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ حَلَبَ مُدَّةً، فَلَمَّا نُكِبَتْ قَدِمَ دِمَشْقَ، وَوَلِيَ نُظُرَ الْجَامِعِ وَالْخَزَانَةِ، ثُمَّ الْوَزَارَةَ، وَدَرَّسَ بِالرَّيْحَانِيَّةِ وَغَيْرِهَا.
وَكَانَ صَدْرَ الْعُظَمَاءِ مَهِيبًا وَاسِعَ الْعِلْمِ، كَانَ يَقُولُ: أنا فِي الْفُرُوعِ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَفِي الأُصُولِ عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ.
تُوُفِّيَ بِالْمِزَّةِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْفَقِيهِ أَخْبَرَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالا: أنا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، إِمْلاءً، نا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمَتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي مِسْكِينًا فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ»
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِلْيَاسَ الإِمَامُ الْبَارِعُ النَّحْوِيُّ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَوِيُّ
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ.
اشْتَغَلَ عَلَى الْقَاضِي نَجْمِ الدِّينِ بْنِ الْبَارِزِيِّ، وَجَمَالِ الدِّينِ بْنِ وَاصِلٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَأَخَذَ عَنْهُ أَئِمَّةٌ.
وَكَانَ رَأْسًا فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَفِي عِلْمِ الْبَيَانِ وَالْبَدِيعِ.
وَكَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute