للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْشَدَنَا أَشْيَاءَ حَسَنَةً وَحِكَايَاتٍ نَافِعَةً.

وَانْتَقَلَ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ مَرَضٍ طَوِيلٍ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.

قَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدّبَاهِيِّ مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ نَحْمَدُهُ لِنَفْسِهِ الْمُنَزَّهَةِ الْعُلْيَا، ذَاتِ الصِّفَاتِ الْمُقَدَّسَةِ، وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، الْمُؤَهِّلِ عِبَادَهُ لأَهْلِيَّتِهِ بِأَفْضَلِ النِّعَمِ، الَّذِي أَشْهَدَهُمْ تَوْحِيدَهُ، فَفَازُوا بِأَجَلِّ الْقِسَمِ.

وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا، يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَيَقَّظْ مِنْ سُبَاتِ نَوْمِكَ، فِي ظُلُمَاتِ عَقْلِكَ، وَاصْحَ مِنْ خِمَارِ كَلْبِ الْحِرْصِ فِي وَبَالِ شَهْوَتِكَ، وَاخْلُصْ بِتِرْيَاقِ الذُّلِّ مِنْ سُمُومِ كِبْرِكَ وَرِئَاسَتِكَ.

وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِبَعْضِهِمْ:

فَمَنْ كَانَ فِي طُولِ الْهَوَى ذَاقَ سَلْوَةً ... فَإِنِّي مِنْ لَيْلَى لَهَا غَيْرِ ذَائِقِ

وَأَكْبَرُ شَيْءٍ نِلْتُهُ مِنْ وِصَالِهَا ... أَمَانِيُّ لَمْ تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ

وَأَنْشَدَنَا لِغَيْرِهِ:

الدَّهْرُ سَاوَمَنِي عُمْرِي فَقُلْتُ لَهُ ... لا بِعْتُ عُمْرِي بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

ثُمَّ اشْتَرَاهُ تَفَارِيقًا بِلا ثَمَنٍ ... تَبَّتْ يَدَا صَفْقَةٍ قَدْ خَابَ شَارِيهَا

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ بْنِ أَبِي الْمَعَالِي الْمُسْنِدُ الْعَالِمُ الرِّحْلَةُ شَمْسُ

<<  <  ج: ص:  >  >>