تقديم اعدته لجنة تحقيق الجامع الكبير بمجمع البحوث الإِسلامية
نحمد الله، ونصلى على نبيه ومصطفاه، ونشكره سبحانه، اعترافًا بفضله على أن مَنَّ علينا بنعمة تحقيق هذا السفر الضخم الذي حاول فيه الإِمام عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي جمع كل الأحاديث النبوية الشريفة، وقد جمع منها قرابة مائة ألف حديث وسماه "جمع الجوامع" وقسمه إلى قسمين:
١ - قسم الأقوال - ورتبه على حسب حروف المعجم.
٢ - قسم الأفعال - ورتبه على حسب المسانيد "أسماء الصحابة".
ولجنة الجامع الكبير إذ تقدم للعالم الإسلامي، ولكل دارس وباحث من طلاب المعرفة هذا السفر الجليل، يسرها أن تعرف القارئ بما بذله الإِمام السيوطي من جهد مشكور، وما بذلته اللجنة من جهد متواضع لإخراج هذه الموسوعة الحديثية العظيمة.
لقد جمع الإِمام السيوطي كل ما عثر عليه من الأحاديث الشريفة في أعقاب فترة اتسمت بطابع الجمع والترتيب في مصر، بعد أن سبقتها مراحل جمع السنة من أفواه الرواة، ودراسة أحوالهم، وبيان ما يؤخذ عنهم من رواية.
كان ذلك نهاية القرن العاشر الهجري، حيث انتقلت بعدها النهضة العلمية في الحديث بخاصة إلى بلاد الهند.
وقد جرت عدة محاولات لخدمة هذه الموسوعة "جمع الجوامع".
أولاها: اختصار الإِمام السيوطي سنن الأقوال. في كتاب "الجامع الصغير" ويضم واحدًا وثلاثين وعشرة آلاف حديث، وقد تناوله العلماء بالشرح والتحقيق والتخريج.
وتحت يد اللجنة كتاب "فيض القدير" شرح الجامع الصغير للعلامة المناوى طبعة أولى سنة ١٣٥٦ هـ ١٩٣٨ م مرجعًا تفيد منه.
ثانيتها: زيادات أضافها الإِمام السيوطي إلى الجامع الصغير, وقد مزج العلامة