[ترجمة الحافظ السيوطي لفضيلة العارف بالله الشيخ المحدث: محمد الحافظ التيجانى]
هو الإِمام فخر المتأخرين، علم أعلام الدين، خاتمة الحفاظ أبو الفضل عبد الرحمن ابن أبي بكر بن محمَّد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمَّد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمَّد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيرى الأسيوطى. وجده الأعلى همام الدين كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريق. ونسبته بالخضيرى لا يعلم المترجم عن نفسه إلا أنها نسبة للخضيرية محلة ببغداد، وقد حدثه من يشق به أنه سمع والده - رحمه الله تعالى - يذكر أن جده الأعلى كان أعجميًا، أو من الشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة. وقد ولد بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وتوفى والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، وقد وصل في القراءة إذ ذاك إلى سورة التحريم (١). وتولى تربيته العلامة كمال الدين بن الهمام الحنفى صاحب فتح القدير، وختم القرآن العظيم وله من العمر دون ثمان سنين كما ذكر هو عن نفسه، ثم حفظ عمدة الأحكام، ومنهج النووى، والبيضاوى، وألفية ابن مالك، وعرض الثلاثة على مشايخ الإِسلام. العلم البلقيني، والشرف المناوى، والعز الحنبلي، وشيخ الشيوخ الأقصرائى وغيرهم وأجازوه، وحضر مجالس الجلال المحلى سنة كاملة يومين في الجمعة، وحضر مجلس زين الدين رضوان العقبى، وشرع في الاشتغال بالعلم من ابتداء ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة هـ من الكواكب السائرة وحسن المحاضرة. ثم أخذ الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ منهم: الشيخ شمس الدين محمَّد بن موسى السبرائى، الذي قرأ عليه صحيح مسلم إلا قليلا منه، والشفاء وألفية ابن مالك حلا، فما أتمها إلا وقد صنف وأجازه بالعربية، ثم قرأ عليه قطعة من التسهيل، وسمع عليه الكثير من ابن المصنف، والتوضيح، وشرح الشذور، وفي المغنى في أصول