والحديث في المعجم الكبير للطبرانى فيما رواه (عياض بن حمار المجاشعى) ج ١٧ ص ٣٦٣ رقم ٩٩٧ من رواية عياض بن حمار المجاشعى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا (ألا أحدثكم ما حدثنى الله - عز وجل - به في الكتاب؟ إن الله - عز وجل - خلق آدم ونبيه حنفاء مسلمين، فأعطاهم المال حلالًا، لا حرام فيه، وعبدوا الطواغيت، وأمرنى أن آتيهم فأبين لهم الذى جبلهم عليه، فخاطبت ربى إن أتيتهم قريش وأس كما تتلغ الخبزة فقال لى امضى أمضك، وأنفق أنفق عليك، وقاتل من عصاك بمن أطاعك، فإنى سأعطى مع كل جيش تبعثه عشرة أمنا له من الملائكة، ونافخ في صدور عدوك الرعب، ونعطيك كتابًا لا يمحو الماء، أذكركه نائما ويقظانًا، فأبصرونى وقريشًا وقريشا هذه فإنهم وموارجهى وسلبونى أهلى، وأما مبادئهم فإن أغلبهم يأتو ما وعدتهم إليه طائعين أو كارهين، وإن يغلبونى فإنى كنت على شئ أدعوكم إليه". (٢) الحديث في سنن أبى داود في كتاب (الخراج والإمارة والفئ) باب: في الإمام يقبل هدايا المشركين ج ٣ ص ٤٤٢ رقم ٣٠٥٧ من رواية عياض بن حمار بلفظه. وأخرجه الترمذى في سننه في كتاب (أبواب السير) باب: هدايا المشركين ج ٣ ص ٦٩ رقم ١٦٢٤ من رواية عياض بن حمار بلفظه وقال: هذا حديث حسن صحيح. قال الخطابى في شرحه لسنن أبى داود: الزبد: العطاء، وفى رده هديته وجهان أحدهما: أن يغيظه برد الهدية فيمتعض منه فيحمله على الإسلام - والآخر: أن للهدية موضعا من القلب، وقد روى: "تهادوا وتحابوا" ولا يجوز عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يميل بقلبه إلى مشرك، فرد الهدية قطعا لسبب الميل. وقد ثبت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قبل هدية النجاشى، وليس ذلك بخلاف لقوله: نهيت عن زبد المشركين" لأنه رجل من أهل الكتاب ليس بمشرك، وقد أبيح لنا طعام أهل الكتاب ونكاحهم، وذلك خلاف حكم أهل الشرك.