بحمد الله الذى بنعمته تتم الصالحات فرغنا من طبع القسم الأول من كتاب (جمع الجوامع) أو (الجامع الكبير) الذى ألفه الإمام السيوطى، ونبدأ - بعون الله وتوفيقه - في إخراج القسم الثانى من الكتاب وهو قسم الأفعال ليكون في أيدى طلاب العلم وراغبى المعرفة ومحبى السنة النبوية المطهرة وذلك بإخراجه في صورة رائعة وطبعة محققة مدققة يقوم بها وعليها مجموعة من الباحثين بمجمع البحوث الإسلامية من علماء الأزهر الشريف.
وتقسيم الكتاب إلى قسمين هو من عمل مؤلفه الإمام السيوطى - رحمه الله تعالى - وقد ذكر ذلك في مقدمة الكتاب، موضحا الداعى له إلى هذا التقسيم فقال:
هذا كتاب شريف حافل، ولباب منيف رافل، بجميع الأحاديث الشريفة النبوية كافل قصدت فيه إلى استيفاء الأحاديث النبوية، وأرصدته مفتاحا لأبواب المسانيد العلمية، وقسمته قسمين: الأول أسوق فيه لفظ المصطفى بنصه، وأطوق كل خاتم منه بفصه وأتبع الحديث بذكر من خرجه من الأئمة أصحاب الكتب المعتبرة، ومن رواه من الصحابه رضوان الله عليهم من واحد إلى عشرة أو أكثر من عشرة، سالكا طريقه بطرق (يعرف) منها صحة الحديث وحسنه وضعفه، مرتبا ترتيب اللغة على حروف المعجم مراعيا أول الكلمة فما بعده.
وهذا يدلنا على أن السيوطى قد قصد إلى جمع الأحاديث النبوية فقد قصد إلى تيسير فوائد حديثية يمكن أن يحصلها الدارس للكتاب من وقوفه على تعدد روايات الحديث وطرقه وتنوع مصادره مما له مدخل في معرفة درجة الحديث من الصحة والحسن أو الضعف وقد أدرك ذلك ونبه عليه العلامة المتقى الهندى والذى درس الكتاب دراسة مستوعبة حيث رتب أحاديث هذا الكتاب (جمع الجوامع) على أبواب الفقه ليسهل على العامة الانتفاع به وسماه (كنز العمال في سنن الأقوال